سخر صحفيون
مصريون من المانشيتات التي خرجت بها جريدة "
الأهرام"، وملاحقها، لاسيما في الأيام الثلاثة الأخيرة.
وقال صحفيون إن "الأهرام" باتت تضع عناوين تحمل رأيا، ولا تتضمن أي معلومة أو خبرا، فضلا عن أن مانشيتاتها تعبر عن دعاية فجة لنظام رئيس الإنقلاب عبد الفتاح السيسي، مؤكدين أن الجريدة تجسد بذلك صحافة الستينيات التي كانت تهلل للهزائم، وتبالغ في حجم أي إنجاز، مهما كانت ضآلته، معتمة بذلك على المتاعب الحقيقية التي يعاني منها المصريون.
فقد جاء مانشيت "الأهرام"، الأحد، في ثلاث كلمات فقط، على ثمانية أعمدة، كالتالي: "مصر تعود بقوة".. مع صورة رجل بسيط، قادم من صعيد مصر، وهو يشرب كوب شاي أمام شاطئ التفريعة الجديدة، وذلك بجانب لقطتين بالأقمار الصناعية للمنطقة قبل وبعد حفر تلك التفريعة.
وأبدى صحفيون اندهاشهم من المانشيت، وقالوا إن الفعل المضارع "تعود" يعني أنها لم تعد بعد، مشيرين إلى أن الفعل الماضي "عادت" لو استخدم لكان أقوى في الحال والدلالة، وتساءلوا: "تعود" من أين، وهي تحت حكم السيسي منذ أكثر من عام؟ و"تعود" إلى ماذا، وهي تحت حكم السيسي أيضا.
وأشاروا إلى أن هذه العودة "بقوة" يمكن أن تكون إلى الخلف، كما يمكن أن تكون إلى الستينيات، أي أنها بدون تحديد تكون محايدة، ويمكن أن تعطي معنى سلبيا، كما يمكن أن تعطي معنى إيجابيا، أي أنها يمكن أن "تعود" من حال أفضل إلى حال أسوأ.
واختارت "الأهرام"، الإثنين، أن يكون مانشيتها كالتالي: "جيش مصر يؤمن فرحة المصريين".
وتساءل صحفيون: كيف يزعم السيسي أن مصر آمنة ومستقرة، ثم تحتاج "فرحة المصريين"، التي تشير إلى الاحتفال المزمع، إلى تأمين، ما يعني أن المصريين غير آمنين تحت حكم السيسي، كما أن الأمان في أي مجتمع لا يكون مسؤولية الجيش فقط.
وأضافوا أن هذا المانشيت أبلغ دليل على "عسكرة الدولة" تحت حكم السيسي، ومشاركة "الجيش" في كل شيء، ومزاحمته لكل مؤسسات المجتمع، حتى لو كان الأمر يتعلق بعمل مدني مثل حفر تفريعة للقناة، متهمين محرري الأهرام بأنهم يضعون عناوين بائسة، تقدم صورة سلبية عن الدولة المصرية، وتدل على تفاهة حكامها.
وأضافوا أن المانشيت احتوى كذلك على مبالغة فجة، وردت على لسان رئيس هيئة القناة الفريق مهاب مميش، إذ قال إن مشروع تنمية القناة يوفر مليون فرصة عمل!.
واستشهدوا بالمقدمة التي كتبتها الأهرام للتقرير، التي جاء فيها ما يلي: "أتمت القوات المسلحة الاستعدادات والإجراءات المرتبطة بتأمين منطقة الاحتفال بافتتاح قناة
السويس الجديدة، وتنظيم تدفق، ووصول الوفود الدولية، والشخصيات المهمة التي حرصت على مشاركة المصريين فرحتهم بهذا الحدث التاريخي، وذلك بمساعدة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية!.
وأشار مراقبون إلى أن هذا يعني؛ أن الإنجاز الكبير الذي سيحمي به الجيش فرحة المصريين هو مجرد "تأمين" منطقة الاحتفال، وتنظيم تدفق، ووصول الوفود الدولية، والشخصيات المهمة"!.
"جريدة "الأهرام" واصلت مسلسل إدهاش المصريين بمانشيتاتها غير الموفقة، وكانت ثالثة الأثافي، وفق صحفيين، أن مانشيتها الثلاثاء جاء كالتالي: "48 ساعة.. ويكتمل
الحلم المصري"، معتبرين أن "الحلم المصري" هو دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وبالتأكيد لن يكتمل بمجرد التفريعة القناة".
وأشاروا إلى المقدمة التي جاء فيها: "قبل 48 ساعة من اكتمال "الحلم المصري" بافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي قناة السويس الجديدة، تعمل أجهزة الدولة المختلفة على قدم وساق لوضع اللمسات النهائية على حفل الافتتاح، وسط استنفار أمني وإجراءات مشددة للدرجة القصوى، من جانب رجال القوات المسلحة والشرطة"!.
وتساءل أحد الصحفيين: بما أن "الحلم المصري" سوف يكتمل ب"افتتاح السيسي قناة السويس الجديدة".. ماذا سيفعل المصري بعد اكتمال "الحلم المصري" على يد السيسي.. "مكمل الأحلام"؟
وأبدوا أسفهم لتراجع مستوى مانشيتات الأهرام، حتى باتت كالطبل الأجوف، بدون معنى، ولا ذائقة، ولا تأثير.