لا تزال مدينة
سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين، تخضع لسيطرة القوات الأمنية
العراقية، وفصائل
الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية، منذ أن سيطر عليها
تنظيم الدولة الإسلامية في الخامس من حزيران/ يونيو 2014 لعدة ساعات، قبل أن ينسحب منها، في اتجاه مدينة الموصل التي استطاع أن يفرض سيطرته عليها في العاشر من حزيران/ يونيو 2014، بعد أربعة أيام من القتال وسط المدينة، ومحيطها.
وبعد أن استعادت القوات الحكومية والشرطة الاتحادية، مدعومة بالصحوات، السيطرة على سامراء، تضاعفت تحصينات المدينة عن طريق زيادة نقاط التفتيش، والثكنات، والمتاريس الترابية على مداخل المدينة ومحيطها، حتى باتت سامراء أشبه بقاعدة عسكرية شديدة التحصين، يصعب على العرب السنة الدخول إليها من غير أهلها الأصليين.
قال القيادي في" صحوات سامراء"، مصطفى البازي، في حديثٍ خاص مع "
عربي21" إنه بعد فتوى" الجهاد الكفائي" التي أعلنها المرجع الشيعي علي السيستاني توجهت ملشيات الحشد الشعبي متمثلة في "حزب الله العراقي"، و"عصائب أهل الحق"، ولواء "علي الأكبر"، و"ميلشيا الخراساني" الإيرانية المنشأ والدعم والقيادة...، وغيرها كـ"سرايا السلام" التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إضافة إلى "صحوات المدينة" التي فقدت سلطتها شيئا فشيئا، حتى باتت تشكيلا مهمش، لا يملك أفراده سوى أسلحتهم الشخصية، وبعيدة عن مراكز القرار، حتى أصبح واجبهم الأساسي تقديم المعلومات لفصائل الحشد الشعبي"..- توجهوا- إلى سامراء.
ويضيف البازي أن "الحشد الشعبي يمتلك القرار في سامراء، والجيش الموجود عبارة عن قوة تأتمر بتعليمات قيادات الملشيات، التي تجوب شوارع المدينة رافعة الأعلام الإيرانية على عجلاتها".
وحول ممارسات الحشد الشعبي داخل المدينة، يقول البازي إن "الحشد الشعبي وبعد أن بسط كامل سيطرته مدعوما بالمرجعية التي تولي سامراء اهتماما أكثر من بغداد، بدأ بسحب البساط منا نحن أهل المدينة، وقبل أكثر من شهر تم اعتقال مجموعة من مقاتلي
الصحوات، بعد أن توجه رتل من شباب سامراء ليتمركز في إحدى النقاط، وفوجئنا باعتقالهم وضربهم وإهانتهم، وعند توجه وفد منا إلى أحد مقراتهم تمت إهانة الوفد واتهامه بمحاولة الهروب والالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية".
وأردف المتحدث أن "صحوات سامراء" تواجه تهمة امتلاك أسلحة متوسطة محمولة على عجلات ذات دفع رباعي، "وهي أسلحة لا يحق للصحوات امتلاكها، كما تقول قيادات الحشد الشعبي، حيث تطالب بتسليمهم إياها، والاكتفاء بالأسلحة الخفيفة، والاقتصار على الحراسات الليلية لبعض الأحياء، والتبليغ عن أية معلومات تتعلق بنشاطات تنظيم الدولة، أو المتعاطفين معه".
وأضاف البازي "أن قيادة الصحوات ردت على شروط الحشد الشعبي بالرفض القاطع لها، ما دفع بتلك القيادات إلى إصدار أوامر باعتقال اثنين من قياداتها التي كانت تتفاوض معهم، وهناك ما يشير إلى أنهم يواجهون تهمة التواصل مع تنظيم الدولة الإسلامية، وهي تهمة باطلة لا أساس لها من الصحة".
من جهته أكد تنظيم الدولة الإسلامية في بيانات، نشرتها صفحات تابعة له على مواقع التواصل أنه سيطر على أربع ثكنات عسكرية على الطريق السريع قرب سامراء، وأنه قتل جميع من كان فيها دون ذكر أعدادهم.
يذكر أن لمدينة سامراء العراقية قدسية خاصة لدى الشيعة في العراق والعالم، كونها تضم مرقد الإمامين العسكريين، وأن الدفاع عنها لا يقل أهمية عن الدفاع عن كربلاء. والقيادات الشيعية الدينية والسياسية على حد سواء، ستحاول منع تنظيم الدولة الإسلامية الإقتراب من المدينة مهما كلف الأمر.