بدأ الأمر مع الملشيات التي تحارب جنبا إلى جنب مع الإيرانيين، حيث كان الأمر يقتصر على المقاتلين الشيعة وبعض المرتزقة الذين يتعاطون
الحشيش (الماريغونا)، وكان من الطبيعي أن يتجاهل الضباط مثل هذه الأمور، نتيجة غلبة الضباط الإيرانيين، لكن الأمر استفحل الآن وأصبح يشمل الجميع.
في تصريح خاص لـ "
عربي 21" يقول (تمام ع.) إن جميع المقاتلين في صفوف الجيش السوري يتعاطون المخدرات بكافة أنواعها وأشكالها، حيث يقوم المسؤول الأمني بتوزيع
الحبوب المخدرة على المقاتلين بشكل دوري.
وعن مدى إقبال المقاتلين على المخدرات أكد (تمام.ع) أن الجميع بلا استثناء يتناولون هذه الحبوب المخدرة، ذلك لرغبة النظام بتطويع مقاتليه لحد الاستعباد، كما أكد أن المسؤولين الأمنيين يقومون بالدعاية لأنواع معينة من الحبوب المخدرة، ويحاولون بث إشاعات بأنها ليست ضارة ولا تدفع للإدمان.
(جهاد ر.) أحد الاحتياطيين ضمن قوات الأسد يشرح لـ "
عربي 21" كيف بدأ تجربته مع عقار (الكيبتاغون) المخدر بالقول: "بدأ ضابط المهام بتوزيع هذه الحبوب علينا حيث كان يخبرنا بأنها نصيبنا من مصادرات الجمارك، وبدأ البعض منا بتجربتها لكن بعد مرور أشهر بات الجميع يتعاطاها وباستمرار".
وعن آثار هذه الحبوب التي أسماها (الكيبتاغون)، قال جهاد، "فقدان للإحساس بكامل الجسد يترافق مع نشاط كبير ليومين متتالين يعقبهما رقود تام ليوم كامل، هو أبرز ما تفعله بالإضافة للاندفاع وعدم تقدير العواقب، وأكد لـ "
عربي 21" أن "هناك عدة حالات لوفيات بسبب هذه الحبوب".
(جهاد ر.) والذي كان طالبا للإقتصاد واللغة الإنجليزية لم يعد يأمل شيئا من هذه الحرب ولا من مستقبله، حيث أكدت والدته أنه في "إجازاته القصيرة لاينفك عن الصراخ والتصرفات الغريبة، وأنه قام بحرق كل كتبه ومحاضراته، وبأنه يفضل قضاء حياته في الجيش على العودة لحياته السابقة".
جهاد يعد فقط حالة واحدة لمعظم المدمنين الذين قاربوا على تشكيل ظاهرة في مجتمعات كان الإدمان والمدمنون منبوذون منها لحد كبير، لكن نظام الأسد دس سمه في أبدان السوريين قبل رحيله.