وصل وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري إلى
قطر الأحد لإجراء محادثات مع نظرائه الخليجيين، في المرحلة الثانية من جولة إقليمية لطمأنة حلفاء بلاده حيال الاتفاق مع
إيران حول برنامجها النووي.
ووصل كيري إلى الدوحة وافدا من القاهرة بعد زيارة مصر في نهاية الأسبوع للتأكيد لنظيره المصري سامح شكري والرئيس عبد الفتاح السيسي أن الاتفاق التاريخي مع إيران سيعزز الأمن في الشرق الأوسط.
ويلتقي كيري في العاصمة القطرية الاثنين نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي لتهدئة مخاوفهم الناتجة عن
الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 14 تموز/ يوليو في فيينا.
اللقاء استكمال لقمة أوباما في كامب ديفيد
ويقول مسؤولون أمريكيون إن مساعي كيري الدبلوماسية في الدوحة هي استكمال لقمة مع قادة دول الخليج استضافها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منتجع كامب ديفيد خلال شهر أيار/ مايو، ولم يحضرها ملكا السعودية والبحرين.
وخلال هذه القمة رد أوباما على مخاوف دول الخليج من الاتفاق النووي مع إيران، وتعهد بدعمها ضد أي "خطر خارجي" وبأن الولايات المتحدة ستدرس استخدام القوة العسكرية للدفاع عنها.
لكن أوباما لم يصل إلى حد عرض معاهدة دفاع رسمية كانت بعض دول الخليج تسعى لإبرامها. لكنه أعلن بدلا من ذلك عن إجراءات تتضمن دمج أنظمة الدفاع الصاروخية وتعزيز الأمن البحري وأمن الإنترنت.
ووافقت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء على بيع صواريخ باتريوت الاعتراضية للسعودية بتكلفة متوقعة تصل إلى 5.4 مليار دولار، إلى جانب ذخيرة لعدد من أنظمة الأسلحة بقيمة 500 مليون دولار.
مخاوف خليجية متزايدة حول نوايا إيران
وتخشى دول الخليج طموحات إيران الإقليمية لكن الرياض أعلنت رسميا تأييدها للاتفاق.
وأعرب الكثير من دول الخليج عن المخاوف حيال طموحات إيران الإقليمية في أعقاب الاتفاق مع الدول العظمى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، وألمانيا).
وفي طهران اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الاتفاق النووي مع القوى الكبرى سيخلق "مناخا جديدا" لتسوية الأزمات الإقليمية مثل اليمن وسوريا.
وقال روحاني في خطاب متلفز الأحد: "سنشدد على مبادئنا في المنطقة، إلا أنه من المؤكد تماما أن الاتفاق النووي سيخلق مناخا جديدا لتسويات سياسية أكثر سرعة للأزمات في المنطقة.
وشدد على "أن الحل في النهاية سيكون سياسيا في اليمن، وسيكون الحل في سوريا سياسيا أيضا. وفي النهاية، ستكون الأجواء أفضل قليلا للتحركات التي سنقوم بها، كما أننا سنحافظ على مبادئنا".
في الدوحة، سيعقد كيري كذلك اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير لبحث النزاعين في سوريا واليمن، بحسب الخارجية الأمريكية.
وأفاد مسؤول في الخارجية بأن "إحدى نقاط النقاش الرئيسة ستكون الأزمة الجارية في سوريا".
وزاري الخليج يجتمع تمهيدا للقاء كيري
وفي السياق ذاته، عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا تنسيقيا، مساء الأحد، تمهيدا للاجتماع المشترك الذي يجمعهم مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الاثنين، بالعاصمة القطرية الدوحة.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية: "إن الاجتماع ترأسه خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري، بمشاركة عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول
الخليج العربية".
ومن المزمع أن يناقش الاجتماع الخليجي الأمريكي اليوم، عددا من القضايا والملفات المهمة في المنطقة، أبرزها الاتفاق النووي التي أبرمته طهران مع مجموعة (5+1)، في الرابع عشر من تموز/ يوليو الماضي بالعاصمة النمساوية فيينا.
وتكمن أهمية اجتماع الدوحة في النتائج التي يتوقع أن تتمخض عنه، حيث ينتظر أن يطرح وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوضوح رؤيتهم وموقفهم حول الملفات المطروحة.
وبحسب الوكالة القطرية، فإن الاجتماع يأتي كمؤشر لأهمية القضايا السياسية والأمنية المطروحة على طاولة البحث، وكذلك على الثقل الذي باتت تشكله منظومة دول مجلس التعاون الخليجي في العالم، باعتبارها من أكثر المنظومات الإقليمية تماسكا، فضلا عن تفاعلها وتأثيرها في السياسة الإقليمية والدولية.
وتوصلت إيران ومجموعة (5+1) التي تضم الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا، الأسبوع الماضي، إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة، ويمنح الاتفاق الحق لمفتشي الأمم المتحدة، بمراقبة وتفتيش بعض المنشآت العسكرية الإيرانية، وفرض حظر على توريد الأسلحة لإيران لمدة خمس سنوات، مقابل رفع عقوبات مفروضة على طهران.
ويسمح الاتفاق لإيران بمواصلة عمليات التخصيب بكميات محدودة، واستخدام أجهزة الطرد المركزي لأغراض البحث العلمي، وينص الاتفاق على أن تعاد العقوبات على طهران خلال 65 يوما عند حدوث أي انتهاكات.