يتساءل الخبير في شؤون الطيران كريس إرفينج في تقرير له نشره موقع "ديلي بيست"، هل سيقود الكشف عن بعض القطع التي رماها الموج على شواطئ جزيرة رينويون في
المحيط الهندي بداية لحل اللغز، الذي حير خبراء الطيران، بعد 17 شهرا من البحث العبثي عن حطام
الطائرة الماليزية المفقودة؟.
ويشير التقرير إلى أن مسؤولا أمريكيا قد أخبر صحيفة "نيويورك تايمز" أن القطع التي عثر عليها، وبعيدا عن بـ 4500 ميل عن المكان الذي توقع عمال الإنقاذ سقوطها فيه، تعود إلى الطائرة الماليزية المختفية.
وينقل الموقع عن المحقق الأمريكي قوله إن القطع هي بالتأكيد تعود إلى طائرة بيونع 777 رحلة رقم 370، فيما أخبر شخص مطلع على التحقيقات وكالة أنباء "رويترز" أن القطع هي بالتأكيد تعود للطائرة الماليزية.
ويعلق إرفينج على الاكتشاف بالقول إنه "بعد 17 شهرا من البحث غير المجدي، فإن الاكتشاف قد يكون بداية لحل أكبر لغز واجهته صناعة الطيران في العالم، حيث سيكون لدى المحققين قطع من جسد الطائرة للفحص، فيما لا يزال عدد من المحققين لديه تحفظاته حول القطع، وإن كانت بالفعل تعود للطائرة المختفية".
ويذكر التقرير أن القطع التي تم العثور عليها من الحطام هي من جناح الطائرة، وربما كانت الجزء المتعلق بالتحكم من ذلك الجناح. مشيرا إلى أن هذا الجزء من الطائرة يمكن أن ينجو ويظل لمدة طويلة عائما فوق المياه.
ويلفت الموقع إلى أن أجزاء الجناح تعد من أخف قطع الطائرة، التي يمكن أن تنفصل عن جسم الطائرة بسهولة، من خلال شدة دفع الماء أو الاصطدام بالأرض. مبينا أن مقياس القطعة التي جرفتها الأمواج للشاطئ هو تسعة أقدام في ثلاثة أقدام، وهو حجم يشبه حجم قطع التحكم في طائرة بيونغ 777.
ويستدرك إرفينج بأن العثور على قطعة من الطائرة المختفية، وإن كان مشجعا، إلا أنه يطرح أسئلة أخرى، خاصة أن ما تبقى من حطام الطائرة عادة ما يتم العثور عليه كمجموعات، ما يعني ضرورة الحاجة للبحث في الجو والبحر في مياه الجزيرة، على أمل العثور على بقايا الحطام، التي ستكون واضحة في المنطقة، فكلما تم العثور على أجزاء من الطائرة المختفية كان ذلك أفضل للمحققين.
وتساءل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن السبب الذي جعل الطائرة تتحطم في منطقة خارج تكهنات المحققين. فقد قالت السلطات الأسترالية، التي تقود عمليات البحث، إنها تدرس بناء نموذج بإمكانه تحديد موقع
سقوط الطائرة، الذي حددته قرب جزيرة سومطرة، أي بعيدا عن الجزيرة في المحيط الهندي بحوالي 4500 ميل. وأعلن الأستراليون في حينه، أي الخريف الماضي، أنهم سينشرون نتائج عمليات البحث، لكنهم لم يفعلوا، وعادوا وأكدوا قبل شهرين أنهم سينشرون النتائج بعد اكتمال العمل.
ويتساءل الموقع أنه في حالة ثبت أن الحطام موجود في المكان غير الذي كان يعمل عليه، ويتوقع الأستراليون أنه محل سقوط الطائرة، فهل هذا يعني أنهم كانوا يبحثون في المكان الخطأ؟
ويجيب الكاتب أنه ليس بالضرورة أنهم كانوا يبحثون في المكان الخطأ، فتيارات المياه في المحيط معقدة، ولا تزال هناك إمكانية لبقاء الجزء الأكبر من حطام الطائرة في المكان الذي يعتقد الأستراليون أن الطائرة سقطت فيه، ويركزون البحث فيه، وهي منطقة من ألف ميل غرب أستراليا.
ويفيد التقرير بأن نائب رئيس الوزراء الأسترالي وارين تراس أعلن أنه في حالة ثبوت أن الحطام هو جزء من الطائرة الماليزية، فإن ذلك سيكون متطابقا مع التوقعات، التي أشارت إلى أن المكان الذي سقطت فيه الطائرة هو جنوب المحيط الهندي.
وقال المتحدث باسم نائب رئيس الوزراء بريت هيفرمان للموقع إن الاكتشاف لا يؤثر على ثقة السلطات الأسترالية بأن المنطقة التي يتم البحث فيها في المحيط الهندي هي المنطقة الصحيحة. ويشير إلى حركة الموج الدائرية في المحيط، التي قد تكون نقلت قطعا من الطائرة، إضافة إلى عوامل أخرى مثل الريح والطقس. لافتا إلى أن القطع الخفيفة هي التي ستطفو وينقلها الموج من مكان إلى آخر، أما القطع الثقيلة من الطائرة فستغرق في قاع المحيط مباشرة.
ويجد التقرير أنه مهما كان الوضع فإن أي قطعة من الطائرة مهما كان حجمها لديها قصة يمكن أن تسهم في حل اللغز. وبعد 17 شهرا في المياه، تبدو قطع الجناح في حالة سليمة، باستثناء بعض الكسور.
ويبين إرفينج أن المحققين سيكونون قادرين على تحديد حجم القوة التي أدت إلى انفصال القطعة عن باقي الجناح، ما سيقدم صورة حول الطريقة التي اصطدمت فيها الطائرة بمياه المحيط. وبعدها سيقومون بالتوصل إلى حالة الطائرة قبل السقوط وبعدها، وإن كانت تحطمت في الجو، أم عندما اصطدمت بالمياه.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أنه رغم أن الجواب حول ما حدث للطائرة لا يزال بعيدا عنا، إلا أن القطع الأولى لتفكيك اللغز أصبحت في يدنا.