أعلن رئيس إقليم
كردستان العراق، مسعود برزاني، موقفه من الضربات التركية لحز العمال الكردستاني في نص مكتوب اطلعت عليه "
عربي21"، تناول فيه الأحداث الجارية، والمشاكل بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.
وقال برزاني إن هناك بعض التحليلات المزاجية والسابقة للوقت والبعيدة عن الحقيقة قد أثيرت حول موقفه، ما دفعه إلى أن يوضح موقفه.
وحول موقف
تركيا وحزب العمال الكردستاني، قال: "نحن لسنا من يرسم السياسة التركية، ونحن لسنا مسؤولين عن سياسات
حزب العمال الكردستاني، الشيء الذي يمكننا أن نفعله هو أن ندعمهما لكي يتحاورا و يتقاربا"، على حد قوله.
وأوضح أن من ينظر بشكل واقعي للأحداث في تركيا يلاحظ أنه "قبل مجيء حزب العدالة والتنمية، كان يمنع اسم الكرد وكوردستان وأي إشارة إلى الكرد، حاولنا كثيرا أن نخلق أرضية لمشروع السلام في تركيا، وبعد الجلوس والحوار تبين لنا أن حزب العدالة والنتمية وبالأخص الدور الشخصي للسيد رجب طيب أردوغان، لديه سياسة ورؤية جديدة ومختلفة عن جميع الأحزاب التركية في الماضي تجاه الكرد؛ لذلك حاولنا جعل حزب العمال الكردستاني مشاركا في الحوار، والتعامل مع السيد أوجلان مفاوضا أساسيا في السلام، وهذا كان تقدما كبيرا".
وتابع: "شاهدنا الحكومات السابقة لحكومة العدالة والتنمية كيف كانت تعامل السيد أوجلان بشكل مهين، وهذه كانت نتائج جيدة، وكانت سببا للبدء في مفاوضات مباشرة، مرحلة أولى من مشروع السلام الذي مضينا فيه بشكل جيد، ولكنه مع الأسف شهد الكثير من العوائق، وبالرغم من ذلك، كانت العملية موجودة، وخصوصا بعد أن أبدى كلٌّ من الدولة التركية والسيد أوجلان وحزب الشعوب الديمقراطية التزامهم بالعملية والمضي فيها".
وطالب برزاني بأن يتم البدء بمشروع المفاوضات من جديد بين الطرفين وأن يتم تخطي العوائق، "ونحن أعلنا عن استعدادنا لتقديم مساعدتنا للطرفين".
وأضاف: "أقول للتاريخ شهدنا خطوات ومواقف إيجابية من الحكومة التركية حول الحل السلمي، ولكنه مع الأسف الشديد لم يتم استيعاب هذا الأمر من بعض الأطراف الذين أصابهم الغرور.. لقد أرسلت مرارا رسائل إلى حزب العمال الكردستاني و دعوتهم لكي يصبروا، لأن السلام عملية شاقة لا تنجز إلا بالصبر".
وقال إنه تواصل مع الحزب الكردي، وقال لهم إن "تركيا لن تنتهي بمقتل شرطيين، هناك فرصة كبيرة الآن لكي يعملوا من خلال صناديق الانتخابات والقلم والسياسية والعمل السلمي، لأن ما يمكن أن ينجز من خلال هذه الأدوات لا ينجز عن طريق السلاح".
وعبّر عن إيمانه بأنه مازال هناك إمكانية أن يتفق حزب الشعوب الديمقراطية وحزب العدالة والتنمية لكي يشكلا حكومة جديدة في تركيا، لأن هذا يعد إنجازا كبيرا للأكراد و لتركيا، ولكل شعوب المنطقة.
وانتقد مجددا برزاني "منع أوجلان وحزب الشعوب الديمقراطية من أن يكونا صاحبي القول الفصل في موضوع إلقاء السلاح وإنهاء النضال العسكري"، معتبرا أنه "خطأ فادح جدا من حزب العمال الكردستاني"، معللا ذلك بالقول: "لأن هذا يكون سببا لكي لا تعترف تركيا بأوجلان طرفا في المفاوضات، ما سبب ضغوطا سياسية وبرلمانية كبيرة على حزب الشعوب الديموقراطية بعد فوزه الكبير" في الانتخابات الأخيرة.
وكشف عن أن لديه ملاحظات كثيرة حول سياسات حزب العمال الكردستاني، خصوصا حول تدخلاته في الشؤون الداخلية لإقليم كردستان، والأجزاء الأخرى من كردستان وسيطرتهم الكاملة على روژالا، "لكن ما يهمني أكثر من أي شيء آخر هو القضية العادلة للشعب الكردي".
وقال: "نحن ننظر إلى تحالف تركيا وأمريكا للقضاء على داعش خطوة مهمة يؤمل منها نتائج كبيرة، وسيكون للدور التركي العسكري نتائج مهمة و مقررة في هذه الحرب بقيادة أمريكا، وعلينا أن نقرأ هذه التطورات بشكل جيد".
وختم مؤكدا ضرورة التفاوض وأنه هو الحل الوحيد للملمة الأمور، و"نحن سنفعل ما بوسعنا لكي ندعم المفاوضات وعملية السلام"، على حد قوله.