تلقت
السياحة التونسية ضربة موجعة جديدة، الجمعة، بدعوة الدنمارك وإيرلندا مواطنيهما لمغادرة تونس، بسبب "تصاعد" خطر حصول
هجمات مسلحة جديدة، وذلك غداة توصية مماثلة أصدرتها
بريطانيا.
وأعربت الحكومة التونسية الجمعة عن "أسفها" للقرار البريطاني، وأعلنت أنها ستسعى لإقناع بريطانيا بالعدول عنه.
ونصحت بريطانيا مواطنيها الخميس "بعدم السفر إلا للضرورة" إلى تونس، لأن حصول "هجوم إرهابي جديد مرجح بدرجة عالية"، معتبرة أن التدابير الأمنية التي اتخذتها الحكومة غير كافية "لحماية السياح البريطانيين في الوقت الحالي".
وقتل 38 سائحا أجنبيا بينهم 30 بريطانيا يوم 26 حزيران/ يونيو في هجوم نفذه طالب تونسي مسلح برشاش كلاشنيكوف على فندق "إمبريال مرحبا" في ولاية سوسة (وسط شرق)، وتبناه
تنظيم الدولة.
وتلقى الشاب الذي قتلته الشرطة خارج الفندق، تدريبات على حمل السلاح في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، بحسب وزارة الداخلية التونسية.
وقالت وزارة الخارجية الدنماركية، الجمعة، في بيان مخاطبة مواطنيها: "إذا كنتم موجودين في تونس وليس لديكم سبب حيوي للبقاء، فننصحكم بالمغادرة بمساعدة وكالة سفر أو عبر رحلة تجارية".
وأضافت: "ينصح للمسافرين الذين لديهم أسباب حيوية للذهاب إلى تونس باتخاذ تدابير وقائية، خصوصا في الأماكن التي يزورها العديد من الأجانب، وبينها الحانات والفنادق".
إلى ذلك، حذرت سفارة فنلندا لدى تونس الجمعة على موقعها الإلكتروني من "اضطرابات سياسية داخلية، وخطر متزايد لحصول هجوم جديد ضد السياح" في تونس.
وقالت إن "السلطات لا تؤمن المناطق السياحية بطريقة ملائمة"، منبهة من أن "السفر إلى المناطق الحدودية ممنوع".
بدورها، نصحت إيرلندا الجمعة مواطنيها بعدم التوجه إلى تونس، وقال وزير الخارجية الإيرلندي تشارلي فلاناغن في بيان: "قررنا تبديل نصائحنا للمسافرين إلى تونس عبر توجيه النصيحة لهم بعدم القيام بأي رحلة غير ضرورية".
وأعرب وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني في حكومة الحبيب الصيد، كمال الجندوبي، عن "تفهم" بلاده للقرار البريطاني، "لأن المملكة المتحدة قد دفعت ثمنا باهظا، إلا أننا نأسف له لأن الرهان المطروح اليوم هو حماية الديمقراطية التونسية الناشئة".
وقال: "إذا كان البريطانيون والأوروبيون قد دفعوا ثمنا باهظا لمقاومة الإرهاب، فإن التونسيين يدفعون اليوم ثمنا شبيها من أجل الذود عن ديمقراطيتهم ونمطهم الاجتماعي".
وأضاف: "ستحرص تونس على ضمان سلامة الرعايا (الأجانب) الذين يفضلون البقاء على أراضيها".
وتابع بأن "المعطيات المتوفرة" لدى وزارتي الدفاع والداخلية التونسيتين "لا تتضمن معلومات جديدة حول خطر حقيقي".
وكان وزير الخارجية، الطيب البكوش، أعلن الجمعة، أن تونس تتفهم رد فعل بريطانيا، لكنها ستحاول إقناعها تدريجيا لعلها "تعود عن قرارها".
وقال البكوش: "لا يمكننا لومهم في الظرف الراهن، لكننا لن نتوقف عند هذا الحد، بل سنتواصل معهم ومع الشركاء الأوروبيين حتى لا يتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات".
وفرض الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في الرابع من تموز/ يوليو الحالي حالة الطوارئ لمدة شهر؛ تحسبا لحصول هجمات إرهابية جديدة في البلاد.
وكانت تونس رفعت في آذار/ مارس 2014 حالة الطوارئ المفروضة منذ الإطاحة يوم 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
ووقع هجوم سوسة بعد ثلاثة أشهر من هجوم استهدف في 18 آذار/ مارس الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس، وأسفر عن مقتل شرطي تونسي و21 سائحا أجنبيا وتبناه تنظيم الدولة.
وتعدّ السياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس، إذ تشغل أكثر من 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وتساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتدر ما بين 18 و20 بالمئة من مداخيل تونس السنوية من العملات الأجنبية.