قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (
حماس)، إن
إسرائيل طلبت من حركته، عبر "وسيط أوروبي"، الإفراج عن "أسيريْن" و"جثتيْن"، فقدوا خلال العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع
غزة صيف العام الماضي.
وأضاف مشعل الأربعاء في تصريحات نقلها صحفيون إن حركته امتنعت عن تقديم أي رد على هذا الموضوع، وأبلغت الوسيط (لم يذكر هويته)، بأنها لن تبدأ أي شكل من التفاوض في شأن ما لديها من أسرى إسرائيليين، قبل الإفراج عن محرري "صفقة
شاليط".
وتقول هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن السلطات الإسرائيلية قامت باعتقال 70 أسيرا ممن تحرروا بموجب صفقة "شاليط"، وأعادت أحكام 34 أسيرا (من بينهم أحكام بالمؤبد).
وتمت صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر 2011 برعاية مصرية، أُفرج من خلالها عن 1027 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حركة حماس عام 2006.
وأضاف مشعل: "لن تقدم حركة حماس أي معلومة في هذا الخصوص، أو بشأن عددهم وأحوالهم، موتى أو أحياء، قبل أن تفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين تحتجزهم، بعد أن تم الإفراج عنهم بموجب صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط".
ورفض مشعل الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى بشأن هذا الملف الذي يتطرق إليه "إعلاميا لأول مرة"، إذ إن حركة حماس تلتزم الصمت تجاه "الجنود الإسرائيليين المفقودين" في قطاع غزة.
وخلال الحرب، أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، في 20 من تموز/ يوليو 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة.
وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس".
وتتهم إسرائيل حركة حماس، بأسر جثة ضابط آخر يدعى هدار غولدن قُتل في اشتباك مسلح شرق مدينة رفح، يوم 1 آب/ أغسطس 2014، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه.
وكشف مصدر فلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي أبدى مرونة في التعاطي مع شروط حركة حماس الخاصة بملف تبادل الأسرى.
وأفاد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح خاص لـ"عربي21"، بأن مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السابق، طوني بلير، نقل خلال لقائه السري مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، الذي عقد في الدوحة منتصف حزيران/ يونيو الماضي، استعداد الاحتلال للإفراج عن "معظم" الأسرى المحررين في صفقة "وفاء الأحرار"، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.
وأكد المصدر أن بلير أوضح لمشعل أن الحكومة الإسرائيلية "موافقة" على إنشاء مطار وميناء في قطاع غزة، إضافة لاستعدادها للتعامل مع القطاع من خلال بوابة التجار الفلسطينيين والشركات الخاصة التي تعمل داخل القطاع.
وبين بلير أن الاحتلال أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن ما يربطه بقطاع غزة فقط هو العلاقات الخارجية، أما في ما يتعلق بإدارة القطاع فإن الاحتلال "مقتنع" بقدرة حركة "حماس" على إدارته.
وسبق أن شدد مشعل في كلمة له في يوم الأسير الفلسطيني، بتاريخ 17 نيسان/ أبريل الماضي، على أن حركته لن تعقد "أي اتفاق جديد لتبادل الأسرى مع العدو المحتل قبل أن تعود لكم الحرية (مخاطبا الأسرى)، وقبل أن يحترم الاحتلال ما سبق" الاتفاق عليه، حيث إن "إسرائيل" أعادت اعتقال ما يزيد على 50 من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، وأعادت كذلك محاكمة ثلاثة منهم.
وتوصلت الحركة لاتفاق تبادل مع الاحتلال بوساطة مصرية عرف باسم صفقة "وفاء الأحرار" في تشرين الأول/ أكتوبر 2011، والتي تقضي بتحرير 1027 أسيرا فلسطينيا معظمهم من أصحاب الأحكام العالية.