قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إن "النظام الذي يفرط بنا، نحن مستعدون لفرطه، لأنه لا يطبقونه ولا يقبلوننا فيه"، مؤكدا أن اختزال "رئاسة الجمهورية والحكومة بشخص رئيس الوزراء مسألة حياة أو موت"، ومحذرا من أن "تيار المستقبل يريد أخذ البلد إلى قواعد جديدة للعبة"، على حد قوله.
وفي مقابلة لباسيل، مع صحيفة الأخبار الموالية لحزب الله، أكد صهر رئيس التيار الوطني الحر اللبناني العماد ميشيل عون أن "التيار ذاهب إلى ما يبقيه في الدولة، أو أن يمشي البلد دونه"، مشيرا إلى أن إسقاط الحكومة هو أحد الخيارات التي يفكر بها التيار.
يأتي ذلك في وقت دعا فيه رئيس التيار الوطني الحر اللبناني، العماد ميشيل عون، الاثنين، أنصاره "للنزول إلى الشارع مجددا"، مشبها بعض الفرقاء اللبنانيين الآخرين بتنظيم الدولة.
وأوضح باسيل في مقابلته أن الحراك المخطط له "ليس تقليديا، بمعنى أنه تظاهرة أو اعتصام"، مشيرا إلى أنه "سيدخل بكل بنية الدولة ومؤسساتها وماليتها وكل ما تحويه لإعادة النظر فيه"، معتبرا إياه "عصيانا على عصيان"، على حد تعبيره.
وأوضح وزير الخارجية إلى أن هذه الإجراءات لم تعط مرتبطة "بقيادة جيش ورئاسة جمهورية"، بل متعلقة "بصلاحيات الرئيس وقانون المناصفة واستعادة الجنسية وتطبيق اللامركزية الإدارية والمالية"، معتبرا قضية الفصل بين رئاستي الجمهورية والحكومة "مسألة حياة أو موت".
المستقبل يغير قواعد اللعبة
وحمل باسيل تيار المستقبل مسؤولية ما يجري في البلاد، متهما إياه "بأخذ البلاد لتحديد قواعد جديدة للعبة بقراره أو بقرار غيره ممن أخذ المنطقة على أساس (ربيعي)"، موضحا أن الجميع يعرف هذا "الحدا" الداخلي والإقليمي والدولي، على حد قوله.
وأوضح باسيل أن هدف المستقبل من ذلك هو تغيير ما هو قائم في لبنان، كما حدث في
سوريا والعراق والخليج، عبر مخالفة الدستور وسرقة صلاحيات رئيس الجمهورية، وصولا إلى تحدي كل مواقع التيار الوطني الحر ووجودهم.
وقال وزير الخارجية إن ما ينوون فعله "ليس له سقف سياسي"، مشيرا أن هذه ليست معركة التيار الوطني الحر وحده، بل معركة كل المسحيين حول وجودهم وحقوقهم ودورهم وكرامتهم، موضحا أن الجميع تعلموا من تجربة 1989 و1990، وحكومات ما بعد 2005.
وردا على سؤال حول "يأس التيار الذي دفعه لطرح الفيدرالية"، نفى باسيل أن يكون اليأس هو الدافع، وأن خيار الفيدرالية هو الوحيد، مستدركا أن التيار لو خير بين دوره ووجوده وكرامته، وبين الفيدرالية، لاختار الفيدرالية.
وحول التنسيق مع حزب الله في هذه الطروحات، أوضح باسيل أن "الحزب لديه انشغالاته الأخرى بالدفاع عن كل لبنان ضد الإرهاب"، موضحا أن التيار اختار الدفاع عن نفسه ضد "من يريد قطع رأسه في السياسة"، على حد تعبيره.
وحول التواصل مع آل الحريري، قال باسيل إنهم "اختاروا السير في هذا الاتجاه، مع علمهم بمساهمة التيار في الحكومة"، كما أوضح أنهم يعرفون "أين وصلنا وأين أصبحنا اليوم"، مؤكدا أن التيار لم يعد لديه ما يخسره، ما يجعل المستقبل هم الخاسر الأكبر مما يجري، وأن مصلحتهم الوحيدة هي "التفاهم معنا ومع غيرنا"، على حد قوله.