أكد مختصون في الشؤون العسكرية والسياسية أن مليشيا
الحشد الشعبي في
العراق تفتقر إلى امتلاك أسير واحد من عناصر
تنظيم الدولة، الأمر الذي دفع أحد فصائلها للإعلان عن مكافآت مالية كبيرة لكل من يأسر أحدهم وذلك لاستخدامه كورقة مساومة وضغط على التنظيم، أو الدول التي ينتمي لها هذا الأسير.
ويرى المحلل السياسي عدنان الحاج، أن قيادات المليشيا الشيعية سعت وبقوة للحصول على أسرى أحياء من تنظيم الدولة، وأن توجيهات أصدرتها إلى عناصرها للعمل على هذا الأمر، ولكنه لم يتحقق إلى الآن.
ويضيف الحاج في تصريح لـ"
عربي 21" أن تصوير أسير ينتمي لجنسية عربية أو أجنبية، وإرغامه على اعترافات معينة، وبثها في القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل سيشكل مكسب إعلامي ضخم، ويضمن تأييد شيعي أكبر للفصيل الذي يقوم به.
ويتابع المحلل السياسي، "سعي مليشيا الحشد للحصول على أسرى من جنسيات خليجية، وأجنبية يأتي لغرض مساومة تلك الدول، وابتزازها من أجل الحصول على مواقف معينة، أو حتى التكسب المادي من هذا الموضوع".
من جهته يشير العميد المتقاعد أسعد خلبوص الجبوري إلى أن الحشد الشعبي يرى في الحصول والاحتفاظ بأسرى عرب وأجانب يجعل في أيديهم أوراق ضغط على قيادات تنظيم الدولة وضمان لفرض عمليات تبادل أسرى في المستقبل.
ويبين الجبوري في حديث لــ"
عربي 21"، أن موضوع الحصول على أسرى أحياء من التنظيم تبدو صعبة في ظل العقيدة القتالية التي ينتهجها، وتركيز عناصره على الحرب حتى آخر إطلاقه، لافتا إلى أن جميع أعمال التمثيل والسحل التي تقوم بها مليشيا الحشد هي لجثث من مقاتلي التنظيم سقطوا أثناء المعارك ولم يتم اعتقالهم أحياء.
ويوضح العميد المتقاعد أن وضع تسعيرة عالية من أجل الحصول على أسرى أحياء من عناصر تنظيم يؤكد عدم امتلاك الحشد حاليا للأسرى، ويظهر عدم صحة المقاطع والصور التي تتداولها فصائل الحشد التي تتحدث عن اعتقال العشرات من عناصر التنظيم، ويظهر فيما بعد أنهم مدنيون يتم أخذهم من مناطق النزاع لأغراض التصوير والتباهي الإعلامي.
وكان أحد فصائل الحشد الشعبي قد أعلن في وقت سابق عن تخصيصه مكافآت مالية لكل من يستطيع الحصول على أسير حي من تنظيم الدولة، وبتسعيرة تختلف بحسب جنسية الأسير.
وقالت كتائب حزب الله فرع العراق في بيان نشرته على موقعها الرسمي أن 12 ألف دولار ستمنح لكل من يأسر عنصر من التنظيم من أوروبا الغربية، وأمريكا الشمالية، وستمنح 10 ألاف دولار مقابل الأسير الذي ينتمي لدول الخليج، ولبنان، والجزائر، ومبلغ 7 ألاف دولار لعناصر التنظيم المنتمين لدول القوقاز وتركيا.
وتشكلت مليشيا الحشد الشعبي بناء على فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني عقب سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة على مدينة
الموصل في حزيران/يونيو من العام الماضي وانهيار قوات الجيش والشرطة أمامها.