كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن وجود رابط بين منفذ عملية سوسة سيف الدين
الرزقي، التي قتل فيها 38 شخصا، بينهم 30 بريطانيا، وشبكة تجنيد مرتبطة بتنظيم القاعدة لها حضور في
لندن.
ويشير التقرير إلى أن أستاذ الرزقي هو سيف الله بن حسين، الذي كان تلميذا للناشط الأردني أبي قتادة، الذي رحلّته بريطانيا عام 2013 إلى الأردن، بعد معركة قضائية طويلة.
وتبين الصحيفة أن الكشف عن صلة الرزقي ببريطانيا يأتي في الوقت الذي تحضر فيه الشرطة والجيش لأكبر مناورة لمواجهة الهجمات الإرهابية في لندن، وقيام وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا مي بزيارة مكان الحادث، وإعلان الشرطة
التونسية عن اعتقال عدد من المتواطئين مع الرزقي، والكشف عن تلقيه تدريبات في ليبيا.
ويلفت التقرير إلى إعلان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن دقيقة صمت يوم الجمعة المقبلة، وقد ألمح إلى دور بريطاني أوسع في سوريا، وقصف مواقع
تنظيم الدولة.
وتقول الصحيفة إن المسؤولين الأمنيين يحققون في ما إن كانت هناك صلة بين الرزقي ومتطرفين يعيشون في لندن.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن الجماعة التي كانت تربي وتشرف على الرزقي في تونس خلال الأشهر الستة الماضية، يقودها ابن حسين، مشيرا إلى أنه من الممكن أن هؤلاء المتطرفين يعودون إلى ما كان يعرف بـ"سنوات لندستان"، حيث تدفق عدد كبير من الناشطين الإسلاميين إلى العاصمة البريطانية لندن حتى هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
وتذكر الصحيفة أن ابن حسين قد وصل إلى لندن في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي، وأصبح تلميذا لأبي قتادة. وتظهر أوراق المحاكم أن بن حسين استخدم لندن قاعدة لإنشاء "الجماعة التونسية المقاتلة" عام 2000. وكانت لهذه الجماعة علاقات مع تنظيم القاعدة، حيث هدفت لاختيار شبان جدد، وإرسالهم إلى أفغانستان لتلقي التدريب فيها.
وينوه التقرير إلى أن ابن حسين قد غادر بريطانيا في عام 2011، وأنشأ جماعة أنصار الشريعة في تونس، لافتا إلى أنه ظل على اتصال مع أبي قتادة، الذي رحل إلى الأردن في عام 2013.
وتنوه الصحيفة إلى أن أبا قتادة قد نشر رسالة على الإنترنت في كانون الثاني/ يناير، وصف فيها ابن حسين بأنه "من أفضل من عرفت عقلا، وكان الأقرب لي".
ويفيد التقرير بأن عائلة الرزقي تقول إن ابنها قد تعرض لعملية غسيل دماغ أثناء دراسته للماجستير في جامعة القيروان، التي تبعد 35 ميلا عن سوسة التي نفذ فيها العملية. وتعد القيروان مركزا لنشاطات أنصار الشريعة، ويعتقد أن مسجدها الكبير كان المكان الذي تم فيه تحضير الرزقي.
وتوضح الصحيفة أنه ينظر للجماعة المتشددة المسؤولة عن هجوم آخر في سوسة قبل عامين، على أنها فرع تونسي لتنظيم الدولة في العراق والشام.
وينقل التقرير عن كاميرون قوله: "في الوقت الذي نعتقد فيه أنه (الرزقي) هو القاتل الوحيد، فإنه ربما كان جزءا من شبكة إرهاب استلهمت أعمالها من تنظيم الدولة. وتقوم السلطات التونسية بالبحث عن متواطئين محتملين ربما دعموا هذا الفعل المثير للتقزز".
وتورد الصحيفة أن تونس هي البلد الأول في عدد من انضم شبابه إلى تنظيم الدولة، حيث تقدرهم إحصائيات بحوالي ثلاثة آلاف مقاتل.
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن العلاقة بين ابن حسين والرزقي، وتأثر الأول بأبي قتادة، تظهر الكيفية التي ازدهر فيها النشاط الجهادي في لندن، التي جاء إليها ناشطون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اتخذوا منها مركزا للتخطيط ضد حكومات بلادهم في اليمن ومصر والجزائر.. مبينة أن الشرطة البريطانية غضت النظر عن نشاطاتهم، ولم تبدأ بملاحقتهم إلا بعد هجمات 11/ 9.