يتعرض قضاء
الطارمية، شمال بغداد، منذ أكثر من أسبوع، لحصار تام من القوات
العراقية وبدعم من صحوات المدينة، بحجة البحث عن المسلحين في المنطقة التي تحيط بها قرى زراعية وبساتين.
وتحدث أحد سكان المنطقة، ويدعى أحمد، عن الوضع في قرى الطارمية، وقال لـ"
عربي21": إن "الذي يجري في قضاء الطارمية منذ أيام عملية مشتركة بين صحوات الطارمية ويترأسها سعيد الجاسم وابنه وليد، مع الجيش، تستهدف البساتين والمنازل والقرى الزراعية وإحراقها بالكامل، كما تم تدمير عدد من المنازل، وتهجير أهلها إلى وسط الطارمية، وتم إغلاق سوق المدينة، مع إعلان مستمر لحظر التجوال".
وحول الأوضاع داخل المدينة ذاتها، يقول أحمد: "الوضع غير جيد، ولا يطمئن أبدا، وقد تحدث كارثة في الأيام القادمة. المنازل فرغت من المواد الغذائية، ونحن في شهر رمضان المبارك".
وأضاف: "يتعرض القضاء لحملة اعتقالات واسعة للمدنيين، ومداهمة البيوت بدون حسن خلق من عناصر الجيش الحكومي، وبمساعدة صحوة الطارمية".
كما تحدث مواطن آخر من أبناء المدينة، ويدعى رائد المشهداني"، عن الوضع في المنطقة، قائلا: "تتعرض قرى الطابي والأزري، والبحيات؛ لإبادة تامة من قبل الجيش الحكومي، وبمساعدة صحوات الطارمية، حيث يقومون بحرق البساتين بالكامل، ويفجرون البيوت، ويقتلون حتى الأبقار وغيرها، المتواجدة في البساتين".
وعن تمركز الجيش الحكومي والصحوات، يقول المشهداني لـ"
عربي21": "يتمركز الجيش الحكومي والصحوات في مشروع ماء الكرغ، ومن هناك تنطلق قذائفهم باتجاه المنازل، والقرى المحيطة بقضاء الطارمية".
وحول وضع المستشفيات في المدينة، ذكر المشهداني أن "الكثير من الأدوية لم تعد تتواجد في المستشفيات والصيدليات بسبب
الحصار التام، وعدم دخول أي شي إلى القضاء، في حين تصل المواد للجيش الحكومي والصحوات المتمركزين في مشروع ماء الكرخ".
ويضيف رائد المشهداني لـ"
عربي21": "ليست أول مرة التي نتعرض فيها إلى الحصار، والاعتقالات، وحرق البساتين والمنازل، في قرى شمال بغداد عموما، وخصوصا قرى الطارمية، وبين فترة وأخرى يحدث هذا الأمر"، مناشدا "جميع من له سلطة وجميع المنظمات الإنسانية والاجتماعية والحقوقية؛ التدخل السريع لفك أزمة أهالي الطارمية، فإننا نتعرض إلى كارثة إنسانية بشكل متسمر بين الحين والآخر"، حسب قوله.