عندما كان يستعد "عشاق " حرية الرأي والمدافعين عن
الديمقراطية، وحقوق الإنسان في العالم العربي، وبعضهم وسع رقعة انتشاره إلى ما وراء الحدود العربية للدفاع عن الأتراك في وجه أردوغان ورحب "بالصفعة " التي وجهت إلى حزبه في الانتخابات الأخيرة وسارع لدعوته للاستفادة من "درس" احترام الديمقراطية وحرية التعبير، واللائحة موجودة بين يدينا، لكننا لن ننشرها طالما أن الجميع بمقدوره الحصول عليها من خلال متابعة ما كتبه وردده هؤلاء في الأسبوعين الأخيرين حول "السلطان" أردوغان.
كان الإعلامي العربي في قناة
الجزيرة أحمد منصور يعبر أمام سلم قصر العدل في إحدى محاكم برلين التي أمرت بالإفراج عنه عن شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، حيال وقوفهما إلى جانبه خلال فترة اعتقاله في ألمانيا بناء على طلب السلطات المصرية.
"هناك شخص تحدى الحكومة الألمانية ووقف أمامها بقوة، هو الرئيس رجب طيب أردوغان، أريد أن أشكره"، "أريد أن أشكر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي اتصل بالمحامين أكثر من مرة ليسأل عني ويتابع قضيتي، هؤلاء هم السياسيون الشرفاء الذين يعرفون قيمة الصحفيين الأحرار".
رجب طيب أردوغان الذي أطاح بالتفاهم المصري الألماني في وجه أحمد منصور يترك كل همومه وانشغالاته ليتذكر الرجل، وحادثة توقيفه دون أن يفسح المجال أمام الإعلام العربي الحر والقيادات العربية التي ملت من محاصرة أردوغان لها لتقول شيئا حول القضية.
لا أحد ينتظر اعتذارا أو إشادة بموقف أردوغان ليس لأن الرئيس التركي "خيب" آمالهم مرة أخرى لكننا نتمنى أن لا يقولوا لنا إن أردوغان لم يتعظ بعد، ولن يكف عن التدخل في شؤون الشعوب العربية إلا بعد تلقينه درسا أشد بات يستحقه هذه المرة !
الرئيس التركي - الذي لا يحتاج إلى خدمات من هذا النوع لأنه قادر على تدبر أموره - " يورطنا " بالوقوف الى جانبه من جديد ليس دفاعا عن مواقفه بل لتذكير البعض أنهم لا بد أن يقولوا شيئا ما آخر حول أردوغان هذه المرة، وتمنى أن لا يكون ما سيقولونه مقنعا لقرائهم وشعوبهم .
لابد من التذكير فقط بما قاله أردوغان وهو ينتقد مواقف الحكومة الألمانية السياسي بامتياز :
"للأسف أن الدول الأوروبية التي تتركنا لوحدنا في مكافحة الإرهاب، وتغض النظر عن تجول منتسبي المجموعات الإرهابية، تتصرف بطريقة أخرى حيال طلبات الانقلابيين".
"إن أولئك الذين لا يحركون ساكنا ضد أعضاء المنظمات الإرهابية، رغم تزويدنا لهم بالوثائق، يقومون باعتقال أحد أهم الإعلاميين في " الجزيرة " ويرفعون في الوقت نفسه شعار الدفاع عن حرية الصحافة".
"لماذا يقومون بهذه التصرفات؟ لأن جنرال مصر أمر بذلك، لماذا؟ لأنه أوصى طلبات من هناك بقيمة 8.5 مليار يورو. آه يا مال، وآه يا منفعة، على ماذا أنت قادر؟".
لا بد مصريا وألمانيا من مقاضاة أردوغان على كلامه هذا على الأقل ! بعدما فشلت محاولة القضاء المصري في إقناع المدعي العام الألماني بالوثائق والمستندات المقدمة لتصفية الحسابات مع منصور.