أقبل شهر الخير، الشهر الذي تتوق إليه أنفس الصالحين، ويتحراه بكل اشتياق أصحاب الهمم العالية الذين يريدون الازدياد من الفضائل، فهو شهر مبارك يفتح الله فيه أبواب الخير، ويغلق فيه أبواب الشر، ويصفد فيه مردة الشياطين، ويقال فيه لباغي الخير أقبل، ولباغي الشر أقصر، وتضاعف فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، وتستجاب فيه الدعوات، وتمحى فيه السيئات، ويتجاوز فيه الله عن العظائم، ولله في كل يوم عتقاء من النار.
رمضان شهر تصفى فيه النفوس، وتقترب لله أكثر، شهر تكثر فيه الطاعات والعبادات، والمحظوظ من استثمر هذا الشهر خير استثمار مع الله.
لم يكتب علينا الصيام لكي نجوع ونعطش، بل كتب علينا لنتقي ونتعظ ونصبر، ونطوع النفس عن كل الشهوات.
رمضان شهر الصوم، وشهر الصلاة المضاعفة، فيه تقام صلاة التراويح وصلاة القيام.
والصلاة هي صلة مع الله سبحانه وتعالى، فصلوا حتى تصلوا، فإن وصلتم لله فلن ترجعوا، ولن تبتغوا غيره سبحانه وتعالى.
رمضان شهرا لمضاعفة العبادات والتقرب لله أكثر، وليس مناسبة اجتماعية، لهذا اجتهد بأن تكون لله أقرب.
رمضان شهر الأخلاق، فلنقف وقفه مع النفس ونراجع أعمالنا وعلاقاتنا وخلافاتنا، ولنصفي النفوس مع الكل، ولنفتح صفحة جديدة من حياتنا، صفحة خالية من كل الأحقاد والبغض والزعل، فلنتسامح ونتواصل.
وأخيرا، ليكن رمضان نقطة البداية لتغيير حياتنا للأفضل.
(نقلا عن صحيفة الأنباء الكويتية)