بعد ساعات من الحكم الذي أصدرته محكمة
مصرية بالإعدام على الرئيس محمد
مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، تواترت التصريحات من شخصيات مؤيدة للانقلاب تتوقع إصدار عبد الفتاح
السيسي عفوا رئاسيا عن مرسي.
ويقول مراقبون إن السيسي سيتعامل مع الأحكام الأخيرة باعتبارها ورقة رابحة في حوزته، وأن إلغاء
الإعدام عن قيادات الإخوان سيكون من أهم بنود أي اتفاق سياسي ينهي الأزمة في مصر، إذا ما تدخلت أطراف عربية أو دولية، ومن بينها المبادرة القطرية الإماراتية التي أعلن عنها الكاتب المقرب من النظام الإماراتي عبد الخالق عبد الله، منذ يومين لتسوية الصراع في مصر.
العفو.. مصلحة وطنية!
وقال مختار نوح، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، وهو من المقربين من قائد الانقلاب، في مداخلة هاتفية مع قناة "العاصمة"، الثلاثاء، إن السيسي قد يعفو عن الرئيس مرسي إذا كان في الإفراج عنه تحقيق لمصلحة وطنية.
وأكد الأمر نفسه رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات ولم يستبعد أن يحصل مرسي على عفو رئاسي، في نهاية مراحل التقاضي التي من المتوقع أن تستغرق شهورا طويلة، إذا حكمت محكمة النقض بتأييد الحكم بالإعدام الصادر بحقه وعدد من قيادات جماعة
الاخوان المسلمين.
وأضاف السادات في تصريحات لوكالة الأنباء الإيطالية "آكي": "كل شيء وارد، ربما يحصل مرسي على عفو رئاسي، وهو أمر متروك لتقدير عبد الفتاح السيسي، لكنه استبعد أن يشمل هذا العفو أي من قيادات الإخوان".
وحول رد فعل مؤيدي الانقلاب إذا منح السيسي هذا العفو على مرسي، قال السادات "لا أتوقع أن يغضب الناس إذا حدث تخفيف للحكم على مرسي، لأن الحكم بالسجن المؤبد هو في حقيقته بمثابة إعدام بطيئ للمسجون".
وفي السياق ذاته، حذر الإعلامي عمرو أديب، من أن تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان المسلمين سيكون في صالح الجماعة، وليس العكس كما يعتقد الكثيرون.
وأضاف أديب - في برنامجه القاهرة اليوم مساء الثلاثاء - "الإخوان نِفسهم (يتمنوا) أن يتم إعدام محمد مرسي، حتى يتم تسخين الأحداث في البلاد واستغلال الأمر في جلب مزيد من التعاطف معهم وتحويله إلى رمز، وهي اللعبة التي يجيدونها طوال تاريخهم".
ورقة في يد السيسي
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "زيو دويتشه تسايتونج" الألمانية إن عبد الفتاح السيسي سيلعب بورقة الإعدام ضد الرئيس محمد مرسي وقيادات الإخوان، للحصول على أكبر مكاسب سياسية.
وأكدت "سونيا ذكري" في تقرير لها بالصحيفة أنه من المستبعد أن يأمر السيسي بتنفيذ الحكم على مرسي أو على قيادات الجماعة مضيفة أن السيسي في حقيقة الأمر يحتاج لوجود مرسي.
وأوضحت ذكري أن السجن في مصر هو جزء من أدوات إدارة المشهد السياسي، ضاربة المثل برموز نظام مبارك الذين بقوا في السجن لنحو عامين قبل أن تم الإفراج عنهم لاحقا.
واختتمت تقريرها بالقول إن نظام السيسي لم يظهر حماسا كبيرا لتنفيذ أحكام الإعدام، لكنه في المقابل شديد التسرع على إصدارها، لتصبح ورقة رابحة في يده".
وكانت محكمة جنايات شمال القاهرة، قد أصدرت الثلاثاء حكما بإعدام الرئيس محمد مرسي وقيادات الإخوان على رأسهم مرشد الجماعة محمد بديع و104 آخرين في قضية "اقتحام السجون" إبان ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.
كما قضت المحكمة ذاتها، بالإعدام على 16 متهما بينهم خيرت الشاطر نائب المرشد ومحمد البلتاجي وأحمد محمد عبد العاطي في قضية "التخابر" مع جهات أجنبية بينها حركة حماس الفلسطينية، فيما قضت بالسجن المؤبد على الرئيس مرسي وبديع والكتاتني وقيادات آخرى.
إدانات بالجملة
وبحسب مراقبين، فإن حجم الضغوط التي تمارس على نظام الانقلاب في مصر عقب صدور الأحكام قد يدفعه إلى تخفيف الأحكام لتقليل هذه الضغوط في المقابل.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ حيال أحكام الإعدام إثر محاكمات جماعية، والتي شملت الرئيس محمد مرسي، كما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "جون كيربي"، انزعاج الولايات المتحدة العميق بعد هذه الأحكام".
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" النظام المصري بإلغاء جميع أحكام الإعدام باعتبارها ضد الإنسانية، في حين قالت منظمة العفو الدولية إن أحكام الإعدام والسجن المؤبد تشير إلى انهيار كامل لمنظومة العدالة في مصر".
الأغرب أن الإدانات للحكم شملت أطرافا لم يكن يتوقع أن تنتقد إعدام مرسي، من بينها الحملة الإنتخابية للمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، حيث أكد أحمد سرحان، المتحدث الرسمي باسمها، - عبر "تويتر" - أن الأحكام على قيادات الإخوان يحمل إدانة لمن دافع عنهم وعقد الصفقات معهم وسمح لهم بالترشح في الانتخابات، في إشارة إلى المجلس العسكري السابق ومن بين أعضائه السيسي.