أصبحت
البراميل المتفجرة في
ريفي حماة الشمالي والغربي؛ من المعهودات اليومية لأهلها، فلا يخلو يوم دون أن تسقط عليهم أو بالقرب منهم عشرات البراميل. لكن قوات
النظام السوري بدأت باستخدام سلاح فتاك آخر في الفترة الأخيرة، ألا وهو
الألغام البحرية التي ترميها الطائرات المروحية.
يقول أبو حذيفة الحموي، أحد المقاتلين في ريف حماة، إن قاطني مناطق ريف حماة تفاجأوا بعدد البراميل الملقاة في الطلعة الواحدة، حيث إن الطائرة تلقي في الطلعة الواحدة بين ثمانية و20 لغما، وهذا رقم على خلاف العادة، حيث كانت الطائرة الواحدة تلقي أربعة براميل في الطلعة الواحدة، لأنها لا تستطيع أن تحمل أكثر من ذلك.
وأضاف لـ"
عربي21": "بعد الاستعانة بأحد أخصائيي الألغام من
الجيش الحر؛ تبين أن ما تلقيه الطائرات هو ألغام بحرية".
ونقل الحموي عن أخصائي الألغام - وهو ملازم منشق عن جيش النظام - قوله إن النظام "يستورد هذه الألغام بشكل رئيس من روسيا، وكوريا الشمالية، ويمكن تصنيعها في معامل الدفاع"، مشيرا إلى أنها "تصنَّع حاليا في مطار حميميم باللاذقية، وتنقل إلى مطار حماة العسكري، ثم تحملها الطائرات لتستهدف بها بلدات ريفي حماة وإدلب".
وبحسب إحصاءات قام بها ناشطون؛ فإن المناطق التي يقصفها النظام بهذه الألغام "شملت أغلب مناطق ريف إدلب الجنوبي، كالمعرة، وخان شيخون، وجبل الأربعين، ومناطق ريف حماة؛ مثل كفر زيتا، واللطامنة، وكفر نبودة، وقرية جسر بيت الراس في ريف حماة الغربي، حيث يتم
قصف هذه المناطق يوميا بعشرات الألغام.
وأشار الحموي إلى أن النظام بدأ باستخدام الألغام البحرية منذ حوالي شهر ونصف؛ تزامنا مع معركة "كسر المعصم" في سهل الغاب بريف حماة الغربي.
تخترق المنازل وتقتل أكثر
وقال مقاتلون وعدد من الأهالي في بلدة كفر زيتا، إن الألغام البحرية أقل دماراً من الألغام المتفجرة للمنازل والبنية التحتية، لكنها تقتل من الأشخاص عددا أكبر، فأغلبها يخترق سقف المنزل لينفجر داخله، كما أن نسبة عدم انفجارها أقل بكثير، مقارنة مع البراميل المتفجرة، فمن بين كل 50 لغما يبقى واحد أو اثنان دون أن ينفجرا. ويعزو خبير الألغام ذلك إلى تعدد صواعق الألغام، وكونها أكثر دقة من صواعق البراميل.
وتتسبب الألغام البحرية بإصابات خطيرة، وبحالات بتر الأطراف بأعداد كبيرة، بحسب الطبيب في مشفى كفر زيتا الميداني، ليث الأحمد.
وقال الأحمد لـ"
عربي21" إن "إصابات الألغام انفجارية عميقة، وهي أكثر تأثيراً على الأطراف، حيث تتسبب في بترها؛ بسبب تقطع الأعصاب والضرر الكبير الذي لا يمكن إصلاحه، عدا عن الحالات التي تأتي بدون أطراف من الأساس، بالإضافة إلى الإصابات العامة بشظايا في مختلف مناطق الجسم"، مشيرا إلى أن "بداية القصف بالألغام البحرية؛ تزامنت مع ارتفاع كبير في عدد الجرحى القادمين إلى المشفى".