طالبت عدة منظمات حقوقية وإعلامية في جنوب أفريقيا، باعتقال عبد الفتاح
السيسي، فور وصوله المقرر الجمعة إلى جوهانسبرغ، للمشاركة في القمة الإفريقية الـ 25.
وكشف "يوشا تايبو" عضو جمعية محامي مسلمي جنوب إفريقيا، في تصريحات لوكالات رسمية، الأربعاء، أن "الجمعية تقدمت بدعوة إلى السلطات المعنية في جنوب إفريقيا، لاعتقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فور وصوله إلى جوهانسبرغ، وقال إن الدعوة تأتي استنادا على الأدلة التي تم تقديمها إلى السلطات المعنية في جنوب إفريقيا، عبر محامي الجمعية، وأن "الاتهامات الموجهة ضد السيسي ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، بحسب تعبيره.
واعتبر "تايبو" أن زيارة السيسي إلى جنوب إفريقيا "فرصة لتقديمه إلى العدالة وتقديمه للمحاكمة".
بدوره، أعلن المتحدث باسم رابطة الإعلاميين في جنوب إفريقيا "ابراهيم فاودا" في تصريحات، تأييده للمطالبة باعتقال الرئيس المصري وتقديمه للعدالة في جنوب إفريقيا فور وصوله، وقال إن "الجرائم التي ارتكبها السيسي في مصر تجعله عرضة للملاحقة قانونيا باعتباره مجرم حرب، ومدان من قبل منظمات حقوقية عالمية نددت بالإجراءات القمعية والتعسفية التي قام بها الرئيس المصري ضد شعبه منذ العام 2013 ".
وطالب "فاودا" حكومة بلاده أن "لا تقع تحت تأثيرات التزاماتها السياسية مع الاتحاد الإفريقي، وغض الطرف عن رؤساء أفارقة أفرطوا في استخدام القوة ضد شعوبهم"، ولفت "فاودا" أن حكومة بلاده "ستكون مسؤولة أمام الشعب لتنفيذ اتفاقية ميثاق روما لتسليم الفارين من العدالة".
واعتبر المدون والناشط الإعلامي أحمد جدو، في تصريح خاص لصحيفة "
عربي21"، أن "طلب
المنظمات الحقوقية متوقع، وذلك نتيجة ملف السيسي الحقوقي المليء بالتجاوزات وانتهاك
حقوق الإنسان، وممارساته التي خلفت اَلاف الضحايا والقتلى، من فض المتظاهرين والمحتجين في ميدان رابعة، حتى عمليات الاختطافات والاختفاء القسري الذي يجري الآن في مصر، بالإضافة لأحكام الإعدام التي انتقدتها العديد من المنظمات الدولية، وكذلك أعداد سجناء الرأي، وهذه الخطوة ستتكرر بالتأكيد في زيارات خارجية أخرى له في جميع الدول التي ينوي التوجه إليها.
وأكد جدو، أن "دور المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان في جميع أماكن العالم، هو كشف ممارسات الطغاة وملاحقتهم وفضحهم أينما حطوا الرحال، خاصة إن كان هؤلاء الطغاة يحاولون القفز على انتهاكاتهم لحقوق الإنسان وقمعهم لشعوبهم، والترويج لأنظمتهم الغير شرعية من خلال زيارات لدول خارجية لأخذ شرعية غير ديمقراطية، وبالتالي تعد مثل هذه الزيارات فرصة جيدة للمنظمات الحقوقية لتسليط الضوء على جرائم الطغاة والأنظمة القمعية".
وتعرف جميع الدول التي يقوم السيسي بزيارتها احتجاجات وتظاهرات مع ترديد هتافات مناهضة لسياساته، خصوصا الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، حيث يرفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها عبارات مناهضة لـ"الانقلاب العسكري" من قبيل "لا للسيسي"، و"الانقلاب في مصر موجه ضد الديمقراطية"، و"نرفض زيارة الديكتاتور لبرلين"، و"السيسي قاتل الأطفال"، و"أطفالنا يريدون العيش".