تشهد الحدود
اليمنية السعودية تصعيدا غير مسبوق في القتال بين
الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح من جهة، و المدفعية السعودية وطيران التحالف من جهة أخرى ، وذلك قبل أيام من انطلاق مؤتمر
جنيف في 14 حزيران/ يونيو الجاري، الرامي إلى تسوية الأزمة اليمنية.
وقالت مصادر قبلية الأحد، إن الحوثيين بدأوا سحب المئات من مقاتليهم من محافظات شمال الشمال والغرب التي لا تشهد معارك ميدانية، لإرسالهم باتجاه الحدود السعودية وخصوصا المتاخمة لمديرية جيزان.
وأشارت المصادر- وهي موالية للحوثيين- إلى أن معارك عنيفة دارت منذ فجر الأحد على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، وأن اللجان الشعبية التابعة لهم، والجيش الموالي لصالح، قصفوا بصواريخ الكاتيوشا "موقع الدود" العسكري في جيزان السعودية، و"أوقعوا قتلى وجرحى في الجنود المرابطين فيه".
وخلال الـ 24 ساعة الماضية ، قال الحوثيون إنهم أطلقوا عشرات الصواريخ على "المواقع العسكرية السعودية، التي تستهدف أبناء المناطق الحدودية في محافظتي صعدة وحجة".
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) - التي يسيطر عليها الحوثيون- نقلاً عن مصدرٍ عسكري لم تسمه، أن الجيش الموالي لهم واللجان الشعبية، "أطلقوا 13 صاروخاً على موقع العشة العسكري السعودي في ظهران الجنوب ، وخمسة صواريخ أورجان على شركة أرامكوا السعودية".
وأشار المصدر إلى أن الحوثيين، أمطروا موقع "علب" العسكري السعودي في ظهران الجنوب بقذائف المدفعية ، وأن هذه "الضربات الصاروخية والمدفعية ، أدت إلى مقتل وجرح العشرات من الجنود وفرار الكثير من هذه المواقع".
في المقابل ، قامت القوات السعودية البرية بقصف مدفعي لمنفذ حرض اليمني، كما قصفت الطائرات قرى باقم وكتاف الحدوديتين في صعدة، وتجمعات حوثية في محافظتي عمران وحجة شمال الشمال اليمني، بشكل عنيف.
ومن جانبها قالت وزارة الدفاع السعودية إنها قامت بإرسال قوات برية إضافية إلى المناطق الحدودية مع اليمن، وذلك بعد يومين من قصف الحوثيين قاعدة الأمير خالد العسكرية في خميس مشيط بصاروخ اسكود.
وطيلة الشهرين الماضيين، اقتصرت ردة الفعل الحوثية تجاة الضربات السعودية بمناوشات بسيطة وقذائف مدفعية ، قبل أن تعلن أواخر أيار/ مايو الماضي عن عملياتها العسكرية بشكل صريح وتقول إن الجيش الموالي لهم واللجان الشعبية بدأت بقصف صاروخي على المواقع العسكرية السعودية.
وكانت المملكة العربية السعودية قادت تحالف "عاصفة الحزم" في 23 آذار/ مارس الماضي، بناءً على طلب من الرئيس اليمني "عبد ربه هادي منصور"، وباشرت ضرباتها الجوية ضد جماعة الحوثي في اليمن، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء، ومدن أخرى.
ويوم السبت الماضي، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، يوم 14 حزيران/يونيو الجاري، موعداً لانعقاد مشاورات جنيف بشأن الأزمة اليمنية.
ورحب الأمين العام، باستعداد الرئيس اليمني منصور هادي، إرسال وفد للمشاركة في المشاورات اليمنية - اليمنية، التي ستديرها الأمم المتحدة في جنيف، في 14 حزيران/ يونيو، معربا عن سعادته أيضاً من إعلان الأطراف اليمنية من صنعاء، موافقتها والتزامها بحضور المشاورات.
وكرر كي مون دعوته لجميع الأطراف اليمنية، للمشاركة في المشاورات بحسن نية ودون شروط مسبقة، وقال إنه يأمل أن تؤدي المشاورات في جنيف إلى "إعادة إحياء عملية انتقالية بقيادة يمنية، وبشكل سلمي ومنظم وشامل، وعلى أساس قرارات مجلس الأمن 2014 الصادر في (2011)، و2051 الصادر في (2012)، و 2140 الصادر في (2014)، و2201 الصادر في (2015)، و 2216 الصادر في(2015)، كما ناشد جميع البلدان المعنية بخلق "بيئة سياسية مواتية".