صحافة دولية

نصف مليون ينتظرون قوارب الموت بليبيا لتحملهم إلى أوروبا

مهاجرين
نشرت صحيفة الميرور البريطانية تقريرا حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، نقلت فيه تحذيرات قبطان مشارك في عملية الإنقاذ، من أن المأساة في البحر الأبيض المتوسط ستتعمق أكثر إذا لم يتحرك المجتمع الدولي.

وأشارت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21 "، إلى أنه تم تحديد أعداد هؤلاء المهاجرين بناء على تحذير أرسله قبطان السفينة البريطانية "HMS Bulwark " التي تقود عمليات إنقاذ المهاجرين الذين يستعملون قوارب غير مؤهلة للإبحار بهدف الهجرة إلى أوروبا.

وأضافت أن هذه السفينة البريطانية أنقذت ما يقارب أربعة آلاف لاجئ من الغرق، وأن أعدادا كبيرة أخرى من المهاجرين تخطط للقيام بنفس الرحلة، وهم ما زالوا ينتظرون قرب السواحل الليبية.

وذكرت الصحيفة على لسان القبطان "نيك كوكبريست" أن هنالك مؤشرات تؤكد على وجود ما بين 450 ألفا و 500 ألف مهاجر بليبيا ينتظرون على الحدود ومستعدون لركوب هذه القوارب، كما أكدت أنه تم انتشال نحو 3 آلاف مهاجر من المياه في نفس الوقت الذي كان القبطان "كوكيريست" يقدم فيه تصريحه.

وأضافت أن في مهمة الإنقاذ هذه تعمل بريطانيا بالاشتراك مع البحرية الإيطالية في عملية سميت بــ"عملية ويلد"، بهدف إنقاذ المهاجرين الذين وقعوا في قبضة عصابات التهريب المتمركزة بليبيا.

ووصفت الصحيفة حالة المهاجرين بأنها تقشعر لها الأبدان، فهم يجبرون على تخريب القوارب في حالة رؤية سفن الإنقاذ، لضمان مساعدة هذه السفن لهم، ويجبرون على النزول إلى المياه رغم أن أكثرهم لا يتقن السباحة.

وأوردت أيضا على لسان قائد العمليات البحرية مارتن كونول، في تعليق على هذا الوضع، أنه أسوأ وضع يمكن أن يمر به الإنسان، وقال: "أتمنى القبض على هؤلاء المهربين، فهم لا يهتمون بالحياة البشرية".

كما ذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون كان متواجدا لمعاينة الوضع، كما دعا أيضا بقية البلدان الأوروبية إلى التدخل والمساعدة.

وفي سؤال طرح عليه بخصوص النصف مليون مهاجر الذين يستعدون لخوض هذه الرحلة الخطيرة، قال إنه بعد أن شهد عملية إنقاذ ما يقارب 3 آلاف مهاجر في يوم واحد، فإنه يتوقع أن آلافا آخرين سيحاولون عبور المتوسط هذا الصيف، كما أضاف أيضا أن الجميع مهتم بإيجاد حل لهذا الوضع، وأن هذه المشكلة سببها الفقر والصراعات في إفريقيا، كما أن الكثير منهم يأتون من سوريا.

كما نقلت الصحيفة أن الوزير البريطاني أكد على ضرورة العمل المكثف لمجابهة هذه الظاهرة، وللقضاء على عصابات التهريب التي تحتال على المهاجرين لتسلبهم أموالهم.

وقال أيضا إنه من الأجدر قطع التمويل عن هذه العصابات من أجل الحد من هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن بريطانيا ساهمت، كما وعد رئيس البريطاني الوزراء ديفيد كاميرون، في إنقاذ العديد عن طريق البحرية الملكية التي ساعدت بالسفن وطائرات الهليكوبتر.

وفي الختام، قالت الصحيفة إنه منذ بداية السنة الجارية تمكن قرابة 76 ألفا من قطع المسافة البحرية البالغة 260 ميلا، بين ليبيا وأوروبا.