لنبتعد خطوة عن الصراع العقيم الدائر بين قيادات التنظيم..
خلال الساعات الماضية أثبتت أجنحة النظام ودوائره الأمنية أنها لا تعتمد على غرور القوة والدبابة فقط.. بل مازالت برغم إغراء القبضة الأمنية تخاطب وتغازل باستمرار جماهير الرعاع وطبقات الشعب المختلفة.
والشواهد الدالة على ذلك كانت من خلال ثلاث ضربات شعبية موفقة، أولها كان الحكم على الإعلامي إسلام بحيري بالسجن لازدرائه الدين الاسلامي العظيم، في رسالة غزل وتعمية إلى الرعاع والجهلة والطبقات الدنيا.. وما أدراك ما تلك الطبقات.
ثانيا.. كان الافراج المفاجئ عن محمد سلطان بعد تنازله عن (مصريته) في رسالة واضحة لا تقبل اللبس إلى الدولجية والطبقة الوسطى والمتثورجة الحمقى بخروج الرمز الشبابي الإسلامي الوسطي من السباق ومن نقطة التقاء الشباب والإسلاميين والثوريين إلى نقطة خلافية واسعة حول خروجه من دائرة الوطنية المقدسة.
ثالثة الأثافي حين حولوا هزيمتهم الشعبية نصرا بقضية أبو تريكة في صورة الوطنية الجامعة المضحية بأغلى ما تملك من أجل مصر.. وذلك بتأكيد التحفظ على أموال أبو تريكة وأضافوا إليه كاميليا العربي وأسرتها حيث تم القضاء على أي تعاطف من القطاع الرياضي والفني وتحويل كل ذلك إلى مفرمة شعبية من أجل مصر.
لا يمكن تجاهل أن كل ذلك ما كان له أن يتم دون مساندة آلة إعلامية جبارة، لكن تلك الآلة لا تتحرك إلا وفق استراتيجية الأجهزة الأمنية والمخابراتية التي تجيد غزل طبقات الشعب من أدناها إلى أقصاها.
فيا أيها الضائعون التائهون في ظلمات التنظيم وضلالاته وتيهه وأوهامه.. ألا تتعلمون من خصمكم الذي لم يركن إلى غشمه العسكري ومازال يغازل الرعاع وطبقات الشعب مدركا حتمية تأثيرهم على وجوده؟.. ألا تتترسون بهذا الشعب وتذوبون فيه ويذوب فيكم؟
يا من فشلتم حكاما في التترس بهذا الشعب (المتدين الوفي في الاستحقاقات الانتخابية / الضال المغيب في تأييده للانقلاب) هل تراكم تنجحون في اختبار الثورة الصعب؟!
يا من تتصارعون على السلمية التامة أو الثورة العنيفة أو ما بينهما من كوكتيلات ودرجات.. هل تدركون أن كل تلك طرق ستنجح إن شارككم فيها الشعب وتفشل إن زادت بها وبسببها عزلتكم عن هذا الشعب؟!!
أفلا تتذاكرون وتذكرون الثورة العباسية التي جمعت إليها كل فئات الأمة رأسيا وأفقيا حتى قامت دولتهم على جثث بني أمية.. ومن قبلهم فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مفاصلته للكفر حين بنى بناءً مجتمعياً واسعاً في مكة ثم في المدينة.. وقبل أن يصل صلى الله عليه وسلم إلى مرحلة (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) في المدينة.. بنى مرحلة العدالة المجتمعية الصارمة في مكة حين ساوى بين السادة والعبيد والأغنياء والفقراء والقادة والخدم إلا بالتقوى، ثم أطاح بهؤلاء بأمم كاملة من العرب والعجم..
الشعب أيها التائهون
الشعب أيها الثائرون
الشعب أيها الإسلاميون