ممسكا بآلته الموسيقية "الغيتار"، يجلس الفتى محمد شومان، فوق تلةٍ لركام وبقايا منازل دمرتها إسرائيل في حربها الأخيرة على قطاع
غزة.
وخلف جدار عريض مُدّمر رسم عليه أحد فناني الغرافيتي باللغة الإنجليزية "أنا أحب غزة"، يعزف شومان (16 عاما)، على الغيتار مقطوعة موسيقية ويغنيها في الوقت نفسه.
ويصدح شومان عاليا بصوتٍ مشحون بالشجن وهو يُردد: "أملٌ خلف الأسوار، يتسلل بين النار، بعزيمته إعصار، لا تبالي يا غزة".
وعلى بعد أمتار قليلة من الفتى شومان، تقف شقيقته "غادة" ابنة العشرين عاما، وهي تُدندن بإحدى الأغاني الوطنية بصوتٍ خافت.
وتسير شومان التي تغطي رأسها وترتدي زيا محتشما أنيقا، في شارعٍ تصطف على جانبيه عشرات البيوت المدمرة بشكل كلي بفعل الحرب.
ويشكّل الشقيقان، ثنائيا غنائيا، مهمته كما قالا لوكالة الأناضول، أن يُظهرا الوجه الآخر لغزة، بعيدا عن الآلام والوجع اليومي.
ويقول "محمد" الذي يتولى مهمة العزف على الغيتار، للمقطوعات الموسيقية التي تؤديها غادة، إن "الموسيقى لغة كل الشعوب"، مضيفا: "أنا وغادة بدنا (نريد) نحكي للعالم إنو (أنه) في غزة حياة، مش بس (ليس فقط) حروب وموت ودمار، بدنا (نريد) نعيش".
ويدرس الفتى شومان العزف في معهد "إدوارد سعيد" الوطني للموسيقى، (وهو المعهد الوحيد في قطاع غزة لتعليم الأطفال والفتيان العزف على الآلات الموسيقية المختلفة، الشرقية والغربية)، وقد حاز المراكز الأولى في مسابقات محلية ودولية.
وفي داخل منزلهما يؤدي الشقيقان، أغنية "لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي"، ويسعيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنشر ما يملكان من موهبة، والتواصل مع مختصين في العزف والغناء لتنمية مهاراتهما.
غادة التي تمتلك وجها طفوليا، وتدرس في كلية الصيدلة في جامعة الأزهر بغزة، لا ترى في غنائها أمرا غريبا في مجتمع يتسم بأنه "محافظ"، فهي كما تروي لوكالة الأناضول، تختار جمهورها وأغانيها.
وتضيف "أنا أغني للأطفال، لغزة، للقدس، للوطن، لكل الأشياء التي تحمل معاني جميلة وهادفة".