تباينت ردود أفعال السياسيين والنشطاء
المصريين والعرب عقب صدور حكم باعتبار حركة
حماس غير إرهابية من قبل محكمة مصرية، ما بين السخرية والتعجب من تناقض مواقف
القضاء المصري.
واعتبر الكاتب الصحفي وائل قنديل، أن الحكم ساخرا ومناقض لما سبقه من حكم باعتبارها إرهابية، "رأيي يعتبروا حماس إرهابية السبت والاثنين والأربعاء، وغير إرهابية الأحد والثلاثاء والخميس.. والجمعة إجازة، عبط".
أما مذيعة قناة الجزيرة مريم بلعالية، فقد تعجبت من تناقض مواقف القضاء المصري بين اعتبار حركة حماس غير إرهابية ومحاكمة الرئيس المصري محمد مرسي بتهمة التخابر معها، فقالت "حماس لم تعد إرهابية بنظر القضاء المصري لكن قضية التخابر معها مازالت قائمة، وأحكام الإعدام صدرت بحق متهمين كيف يستقيم ذلك؟ ".
وعلق المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة على الحكم باعتبار أن ذلك سيؤثر على دور مصر في الملف الفلسطيني، فقال "محكمة مصرية تلغي قرارا يعتبر حركة حماس (منظمة إرهابية) شيء طبيعي لأن العكس سيعني شطب أي دور لمصر في الملف الفلسطيني".
وقال رئيس تحرير صحيفة "إيلاف" السعودية عثمان العمير، "في الطريق إلى مشهد يرفض النفي ووحدانية الرأي حماس في عرف مصر ليست إرهابية! عقبال الإخوان المسلمين".
وعبرت عائشة، ابنة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر والمعتقل منذ بدء انقلاب 3 يوليو، عن اندهاشها بالقول "المحكمة كانت حكمت بأن حماس إرهابية، وأبي وأخي أخذوا إعدام بتهمة التخابر مع حماس، والآن محكمة الأمور المستعجلة حكمت أن حماس ليست إرهابية! نصدق من فيهم إرهابية أم ليست إرهابية ماذا نصنع؟".
وقدم الصحفي حسام زيدان، تحليلا للحكم الحالي وعلاقته بالأحكام السابقة، وقضايا التخابر واقتحام السجون على النحو التالي،"محكمة الأمور المستعجلة ألغت حكمها باعتبار أن حماس إرهابيه وعليه، فكل الاتهامات التي سبق توجيهها لحركة حماس هي بالتأكيد قد ثبت للقاضي بطلانها ولا دليل عليها وهذه الاتهامات، وهي اقتحام السجون في ثورة 25 من يناير، واستخدام الأنفاق لتنفيذ عمليات إرهابية بحق الجيش، وقتل الجنود برفح، وعليه فإن الأنفاق قد ثبت لعدالة المحكمة أنها كانت تستخدم لأغراض سلمية من شأنها رفع المعاناة عن أهل غزة".
وأضاف زيدان، كما أن "عملية الإخلاء للشريط الحدودي مع رفح هي عملية باطلة من الأساس، بناء عن الحكم الصادر عن القضاء المصري اقتحام السجون لم ترتكبه حماس كما ثبت لعدالة المحكمة، وبالتالي فقضية اقتحام السجون بنيت كلها علي أساس باطل مما يسقط الحكم فيها عن المتهمين بأنهم حرضوا علي الاقتحام، بدون تفعيل هذه الحيثيات سيعتبر أن الحكم مسيسا، وأنه قد تم إملاؤه على الحكومة المصرية وأن القضاء موجه لإصدار مثل هذا الحكم، مما يسقط أي مصداقية للقضاء في أي من أحكامه السابقة أو القادمة، إذا وطبقا للحكم إما أحد أمرين أن يتم إيقاف كل أعمال الإخلاء وعودة سكان رفح إليها وفتح معبر رفح بشكل دائم وإسقاط قضية اقتحام السجون أو أن هذا حكما مسيسا لا يعني سوي أن القضاء ما هو إلا مجرد أداة في يد صانع القرار".
أما نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فقد قابل معظمهم الخبر بالابتهاج والتعجب من تناقض مواقف القضاء فقال أحمد خطاب "يقولون حماس ليست منظمة إرهابية؟ وجدير بالعلم أن مرسي أخذ حكم إعدام بتهمة التخابر ومن ضمنها التخابر مع حماس!".
أما محمد العلي من اليمن فقال "ما حصل هو هزيمة الباطل المتغطرس ونصرة الحق الواثق حماس الواثقة بالله لايهمها قضاء انقلابي سواء برأها أو أدانها".
وقالت حلا محمد "الحكم يعني براءة حماس من دخولها مصر يوم 25 يناير واقتحامها السجون، وبالتالي كل ما ترتب عليها المفروض".
وعلق إبراهيم الشعلان " بالتالي يفترض إعادة محاكمة مرسي على فرض أن حكم الإعدام سببه التخابر مع حماس".
وغرد أحمد مصطفى "الشامخ حكم بأن حماس التي اقتحمت السجون وقتلت الجنود في سيناء وتخابر معها مرسي ليست إرهابية، أتعبتم السيساوية تبريرا".
وعلى الطرف الآخر قال المحامى الليبرالي بالنقض مدحت مبارك، "للتوضيح إلغاء الحكم باعتبار حماس جماعة إرهابية لأنه بصدور قانون الكيانات
الإرهابية أصبح الاختصاص للنائب العام فقط، والزميل المحامي سمير صبري مقدم الدعوي سيلجأ إلى النائب العام لإدراج حركة حماس ضمن الكيانات الإرهابية، وسيكون من السهل اعتبار حركة حماس كيان إرهابي بعد ثبوت تورطها في اقتحام السجون في يناير 2011 إذا ما صدر حكم إدانة بجلسة 16 يونيو ضد المتهمين، القانون الخاص بالكيانات الإرهابية نظم إجراءات اعتبار أي جماعة كيان إرهابي عبر تحقيق يجريه التائب العام ثم يعرض نتيجة التحقيق علي دائرة مختصه، طبعا تهليل حركة حماس ومناصريها وللأسف بعد الكتاب بلا قراءة أو وعي ينم عن الجهل الشديد فعلا".
وأردف "إلغاء الحكم ليس لأن حركة حماس كيان غير إرهابي، فقد قامت حركة حماس بالكثير من الأعمال الإجرامية بحق مصر والمصريين بعد يناير 2011 منها تقنين وضع 30 ألف سيارة مسروقة جرى تهريبها عبر الأنفاق، تهريب الأسلحة وسيارات الدفع الرباعي للتكفيريين في رفح أضافه للدور المشبوه في تهريب السجناء واقتحام السجون كل ذلك يجعلها كيان إرهابي".
وكانت محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة قد قضت في فبراير الماضي باعتبار حركة حماس كمنضمة إرهابية بزعم تورطها في أعمال إرهابية في مصر، بينما ألغت محكمة الأمور المستعجلة اليوم السبت حكما قضائيا يعتبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منظمة إرهابية، كما قضت المحكمة بعدم الاختصاص في نظر الدعوى.