نشرت صحيفة "سلايت" الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول تسمية "دعوش" التي يطلقها البعض على أنصار تنظيم الدولة، الذين يعتبرونه المدافع عن
أهل السنة ضد انتهاكات
الجيش الأمريكي والميليشيات الشيعية.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته صحيفة "
عربي 21"، أنه بالرغم من عدم إمكانية ورود صفة "ظريف" في التقارير الإخبارية التي تغطي النزاعات في العراق و سوريا، فإن عمال الإغاثة الإنسانية في المخيمات الواقعة بالدول المجاورة لسوريا لاحظوا استعمال عبارة "دعوش"، التي توحي بالظرافة واللطف، عند الحديث عن المناصرين لتنظيم الدولة، للسخرية منهم.
و أشارت إلى أنه من الغريب أن يكون لتنظيم الدولة متعاطفين، نظرا لسياسته الدموية، و لكن ظهور هؤلاء "الدواعش" وكثرتهم يعد مؤشرا على تنامي شعبية التنظيم لدى ضحايا الحرب في سوريا والعراق.
ورأت الصحيفة أن هذه الشعبية المكتسبة لم تصنعها أهداف التنظيم المتعلق بالبقاء والتمدد، ولا جرائمه الوحشية، وإنما الاضطهاد الذي يتعرض له السنة في العراق و سوريا على يد القوات الغربية والميليشيات الشيعية.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة قد فاجأ الجميع بسرعة ظهوره العام الماضي، و تمكنه من البروز كرقم صعب في الصراع في وقت قياسي، بعد مراهنته على الانقسامات السياسية المتعددة والوضع الأمني المتدهور، و انتشار العنف عقب الاحتلال الأمريكي للعراق منذ سنة 2003.
ونقلت الصحيفة عن "مالكوم ناتس"، وهو ضابط سابق في وحدة مكافحة الإرهاب الأمريكية، أن قيادة تنظيم الدولة تتكون من عدة أسماء تنتمي لحزب البعث، والموالية للنظام السابق، ومن العديد من المقاتلين المنتمين لجماعات مسلحة تحاربها الولايات المتحدة منذ 2003، وأكدت أنه من الطبيعي أن يتعاطف مؤيدو هذه الجهات مع تنظيم الدولة اليوم.
و في الختام، أشارت الصحيفة إلى إمكانية أن ينتهي تنظيم الدولة بالانهيار الداخلي، باعتبار أن التحالف الدولي يسعى حاليا إلى حرمانه من التمويل، و أن السكان المحليين قد سئموا من وحشية معاملاته، وعنفه غير المبرر في أغلب الأحيان، وذلك رغم أنه لا يختلف كثيرا عن حكومتي بغداد و دمشق فيما يخص العنف.
و قالت الصحيفة أن ذلك يبقى مجرد تخمين، في حين يشير الواقع إلى أن أشهرا من الطلعات الجوية المكثفة والقصف المركز، من قبل طائرات التحالف الدولي، لم تؤثر كثيرا في تنظيم "
داعش الصغير اللطيف".