سياسة عربية

الكاريكاتور.. سلاح ذو حدين بالنسبة لطهران

ارتفاع نسبة القمع في إيران - أرشيفية
نشرت صحيفة ليباراسيون تقريرا حول ظاهرة قمع السلطات الإيرانية للرسوم الكاريكاتورية المنتقدة لنظام الحكم في إيران، مقابل توظيفها لهذا الفن في الترويج للتمشي العام الذي تتبناه طهران.
 
وأشارت الصحيفة في هذا التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي 21"، إلى قضية أتينا فرغاندي الرسامة الكاريكاتورية ذات الـ 28 ربيعا، التي قضت المحكمة بسجنها لمدة اثنتي عشرة سنة وتسعة أشهر.
 
وكانت أتينا فرغاندي قد قامت، حسب الصحيفة، بنشر رسم كاريكاتوري على "فيسبوك"، يظهر فيه رجال بوجوه قردة مبتسمين يقومون بالتصويت في البرلمان الإيراني، ما أفضى إلى اتهامها بـ "التواطؤ" ضد أمن الدولة"، "نشر بروباجندا مناهضة للنظام"، "إهانة نواب البرلمان من خلال رسوم"، "إهانة المرشد الأعلى" و "إهانة الموظفين المكلفين بالتحقيق معها"، حسب ما أشارت إليه منظمة العفو الدولية.
 
وذكرت الصحيفة إعلان أتينا عن تلقيها معاملة قاسية أثناء اعتقالها في سجن أفين.
 
كما أشارت الصحيفة إلى أن الحكم الذي أصدرته المحكمة في حق الرسامة الكاريكاتورية الشابة يعدّ مجحفا على اعتبار وجوب عدم تجاوز العقوبة المسلطة في مثل هذه القضايا لثماني سنوات وستة أشهر.
 
من جهتها، نددت مساعدة مدير فرع منظمة العفو الدولية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسيبة الحاج صحراوي، بارتفاع نسبة القمع في إيران، مشيرة إلى "تسليط عقوبات أكثر سوءا من تلك التي تلت انتخابات 2009"، المنسوبة لأحمدي نجاد.
 
وفي هذا السياق، أحالت الصحيفة على تصريح الأستاذة الإيرانية بجامعة فالي دا أوستا وصاحبة كتاب "نحن نساء إيران" المتوقع إصداره قريبا في فرنسا؛ فريان صباحي، بأنه "لطالما كان للرسوم الكاريكاتورية دور فاعل على الساحة السياسية في إيران، قبل أن يجبرها القمع الذي أصبح يمارس ضدها مطلق القرن العشرين، لمغادرة البلد إلى جورجيا أو إسطنبول".
 
وأوردت الصحيفة مثالين لرسامين مختصين في الكاريكاتور السياسي، اضطرا لمغادرة البلد على خلفية انتقادهما للسلطة؛ حيث نفي إردشير محصص إلى باريس، ثم نيويورك سنة 1976، على إثر انتقاده للشاه وغادر مارجان ساترابي إلى فرنسا سنة 1994.
 
وعقبت فريان صباحي، بحسب الصحيفة، على هذه الظاهرة بقولها: "لطالما كان مستحيلا للرسامين الكاريكاتوريين المختصين في الشأن السياسي العمل بحرية في إيران، فقبل ظهور الإنترنت كانت صحف المعارضة تطبع باللغة الفارسية خارج البلد؛ ليتم إدخالها بصورة غير قانونية".
 
وأبرزت الصحيفة العلاقة الغامضة التي يتبناها النظام الإيراني مع الرسوم الكاريكاتورية؛ حيث لا يسمح بأن توجه ضده في حين لا يتوانى عن استعمالها ضد خصومه؛ ففي حين تقبع أتينا فرغاني في السجن، نظمت دار الرسوم في طهران مسابقة عالمية في الرسوم الكاريكاتورية حول تنظيم الدولة.
 
وذكرت الصحيفة مشاركة رسامين من مختلف أنحاء العالم في هذه المسابقة التي تهدف إلى السخرية من هذا التنظيم الموصوم بالتطرف، والعدو الأول للسلطة الشيعية. 

 هذا، وقد تم إصدار رسم 270 كاريكاتورا من 40 دولة مختلفة، تم عرضها لاحقا في مختلف المراكز الثقافية بالعاصمة طهران.
 
في الختام، أشارت الصحيفة إلى تأجيل مسابقة أخرى حول المحرقة، كان يعتزم إقامتها في أيار/ مايو المنقضي، بسبب نقص التمويل. يذكر أن هذه الفكرة أتت ردا على رسوم شارلي إيبدو المسيئة للرسول محمد عليه السلام، وكانت صحيفة هامشارهي أول من بادر بمثلها سنة 2006.
 

تقرير أود ماسيو

صحيفة ليباراسيون الناطقة باللغة الفرنسية

الرابط https://www.liberation.fr/monde/2015/06/04/la-caricature-arme-a-double-tranchant-pour-teheran_1322260?xtor=rss-450