استنكر عدد من رموز التيار السلفي
الجهادي،
فتوى "
دفع صيال البغداديين في صوران" التي أصدرها عدد من منظري التيار، بسبب ما اعتبروه "تهاونا واستخفافا بجرائم تنظيم الدولة بحق الشعب السوري".
وقالوا إن الفتوى تلطفت مع "
داعش" ولم تصفهم بالخوارج واختصرت قتالهم بدفع الصائل فقط.
ومن جهته قال المنظر الجهادي د. هاني السباعي عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "مصطلح البغداديين لا يفيد ذما ولا مدحا، وهو مصطلح جامع ومانع، فالبغداديون اسم جامع لكل أهل بغداد، الصالح منهم والطالح"، مع العلم أن النسبة في الفتوى تبدو للبغدادي وليست لبغداد.
أما المنظر الجهادي د. طارق عبد الحليم فقد علق على الفتوى بالقول: "لا أدري ما فائدة هذا الاتجاه في التعامل مع الحرورية؟ لم يقل أحد إننا لا نفرح لقتل الروافض على يد الدواعش، بل ولا قتلهم على يد اليهود والنصارى، لكن لا يصح لعالم أن يتخذ هذا في معرض الترويج لهم، ولو في طريق غير مباشر.. هذا خطأ كبير".
وتساءل عبد الحليم "ما هذا اللين المقصود في مصلحة من يصب؟ من قتلهم (الدواعش) غدرا؟ أم من أبطأ بهم السير للنصر، على النصيرية؟ هذه فيه تشويش للأفكار، وتمييع للقضية الأساسية في عقل الشباب".
وأكد عبدالحليم أنه "لو كانت هناك مثقال ذرة من أمل أن يبدل العوادية موقفهم أو أن يتركوا المجاهدين وجهادهم، لقلنا ربما، لكننا نعلم ويعلمون أنهم لن يتوقفوا عن قتلهم، وعن إيقاف كل جهد سني لمحاربة النصيرية في أماكن تواجدهم، فما السبب في هذا الموقف إذا؟".
وعلق عبد الحليم على الشيخ "أبو محمد المقدسي" الذي تبنى الفتوى، "أظن أن بعض ذلك من أثر موقف الشيخ المقدسي من قضية الخوارج، لا ندعو إلى انقسام تيار السنة، لكن الخشية أن يؤسس لانقسام تدريجي كارثي، وتسميتهم "البغداديين" ما هو إلا تمييع للصراع".
أما "أس الصراع في الشام"، وهو قيادي سابق في "جبهة النصرة"، فقال إنه "قرأت فتوى محزنة لبعض المشايخ حول دفع صيال البغدادي في حلب، أقول حسبنا الله ونعم الوكيل، آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه، والله أطفال الشام تجاوزوكم، وتجاوزا هكذا فتاوى بالية، على من تضحكون، بعد آلاف من الشهداء والذبح بالمسلمين، تتفضلوا علينا بوجوب دفع صيالهم، ما هذه الفتوى إلا إرضاء للأتباع".
وأكد رفضه لمصطلح البغداديين، حيث "يقول ابن القيم أول فتنة الفرق تبدأ بالمصطلحات، وما أرى استخدام مصطلح البغداديين إلا في هذا الإطار، رغم حسن نوايا البعض".
ورأى أن الفتوى "خلاف السنةـ فيجب استخدام مصطلح الخوارج لأنه بمفهوم المخالفة سيفهم البعض أن المقصود أتباع البغدادي وهم اتبعوه هوى، وليس عقيدة خوارج كما هو حالهم، يعني غدا ومع مرور الزمن سيندثر لصق الخوارج بهم وتفصل فتاوى خاصة لقتالهم كما حدث اليوم".
يشار إلى أن عدد من منظري التيار السلفي الجهادي، إضافة إلى قادة شرعيين في تنظيم "جبهة النصرة"، و"جيش المهاجرين والأنصار"، أفتوا في بيان صدر أمس الثلاثاء بوجوب "دفع صيال البغداديين في
صوران"، ووقع الفتوى كل من الشيخ "أبو محمد المقدسي"، و"أبو قتادة"، والشيخ عبد الله المحيسني، وآخرون.