تتوالى ردود الفعل الرسمية وغير الرسمية من الهيئات والفصائل المقاتلة في مدينة
حلب على خلفية المعارك التي يشهدها الريف الحلبي، بين الثوار من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى.
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت حركة فجر الشام الإسلامية، إحدى الفصائل المنضوية في جبهة أنصار الدين، عن تخليها عن موقفها الحيادي "الإيجابي" السابق بشأن القتال ضد
تنظيم الدولة، لتعلن انخراطها في مواجهة التنظيم.
وعزت الحركة موقفها الجديد إلى ما وصفته بـ"طعن التنظيم المجاهدين من الخلف"، في إشارة الهجوم الذي شنه التنظيم على مناطق يسيطر عليها الثوار في ريف حلب الشمال، بينما الفصائل منشغلة بمعارك إدلب، وتستعد لمعركة مدينة حلب، كم تزامن هجوم تنظيم الدولة مع حملة قصف عنيفة بالبراميل المتفجرة نفذتها طائرات النظام السوري على المنطقة.
وقالت الحركة في بيان موقع باسم قائدها أبو عبد الله الشامي: "إن التنظيم جمع بين دولة البعث العميقة قيادة وإدارة وبين الشعارات الإسلامية"، واتهمت التنظيم بالتواصل مع استخبارات دول "مرتدة وكافرة"، وأن ذلك بدأ من خلال تبادل الأسرى الغربيين وأخذ الفدى، على حد قولها.
ودافعت الحركة عن موقفها الحيادي السابق بأنه كان مناسبا لظروف المرحلة السابقة، لكنها شددت على ضرورة دفع العدو الصائل، وذلك في إشارة واضحة لمشاركة الحركة بالقتال إلى جانب قوات الثوار ضد التنظيم، في المعارك التي تدور في الريف الشمالي.
واللافت في إعلان حركة فجر الشام، أنه يأتي منفردا أي في غياب الأطراف الأخرى المكونة لجبهة أنصار الدين، والممثلة بحركة شام الإسلام، وجيش المهاجرين والأنصار، والكتيبة الخضراء.
وأكد عبد العزيز نجار، عضو المكتب الإعلامي لحركة فجر الشام الإسلامية، عزم الحركة على إرسال قواتها إلى الريف الشمالي، مرجحا في حديث لـ"
عربي21"، وصول الطلائع الأولى لعناصر الحركة في اليومين القادمين.
وتزامن إعلان الحركة مع إعلان كتائب أبو عمارة التي كانت تتخذ موقفا مماثلا ضد القتال مع التنظيم، عن تغيير موقفها، ووصفها هجوم التنظيم على الريف الشمالي بالعدوان الصائل على عموم المسلمين، وفق بيان رسمي صادر عنها.
واتهمت الكتائب في بيانها التنظيم بالاستهانة بدماء المسلمين، من خلال إطلاق حكم الردة على أغلب الفصائل التي تقاتل العدو "النصيري"، علاوة على تضييق دائرة الإسلام، على حد قولها في البيان.
ورفض قيادي بارز في كتائب أبو عمارة، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن يكون البيان الأخير الصادر عن الكتائب، هو تغيير في موقف الكتائب، مرجعا الحياد الذي عملت به الكتائب طوال الفترة السابقة إلى ضعف قدرات أبو عمارة، وانشغالها بالقتال في جيهات مدينة حلب فقط.
لكن القيادي أشار، خلال حديث خاص مع "
عربي21"، إلى أنه "لن نشارك في المعارك التي تدور الآن في الريف الشمالي، لأننا غير قادرين على إخلاء جبهاتنا مع النظام في مدينة حلب".
وقال إن البيان جاء نتيجة الضغوط التي أطلقها نشطاء من أبناء المدنية، للضغط على الكتائب التي لم تقاتل التنظيم في مدينة حلب، داعيا كل الأطراف إلى عدم الاصطياد في الماء العكر، حسب وصفه.
وكان ناشطون من أبناء المدينة قد أطلقوا حملات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، طالبوا من خلالها كل الفصائل التي لم تقاتل التنظيم سابقا بضرورة تبيان موقفها مما يدور في الريف الشمالي، مؤكدين أن كل فصيل لم يشارك في قتال التنظيم هو فصيل يغرد خارج سرب الثورة السورية، كما وصفوه.
وحثَّ ناشطون جيش المهاجرين والأنصار، أكبر الفصائل التي لا زالت تلتزم الصمت، على تغيير موقفه مما يدور في شمال المدينة، فيما دافع ناشطون عن الجيش، معتبرين أنه رأس الحربة في جبهات حلب، ومفضلين إبعاد جيش المهاجرين والأنصار عما يدور.
إلى ذلك، أكد رئيس هيئة الدفاع والحماية الذاتية في مقاطعة عفرين، عبدو إبراهيم، أن وحدات حماية الشعب والمرأة جاهزة لحماية المدنيين في منطقة
اعزاز، والدفاع عنهم والتعاون والتنسيق مع فصائل الجيش الحر.
تأكيد إبراهيم جاء خلال مؤتمر صحفي عقدته هيئة الدفاع والحماية الذاتية الثلاثاء في مدينة عفرين، المتاخمة لمدينة اعزاز التي يشهد محيطها القريب تقدما لتنظيم الدولة، على حساب الثوار.