أعلن مركز حقوقي في بغداد عن توثيقة لممارسات قام بها الجيش
العراقي ومليشيات
الحشد الشعبي، عقب اجتياح مناطق في جنوب محافظة
صلاح الدين، ومن
الانتهاكات حرق مدنيين، واختطاف عائلات، فضلا عن تفجير منازل وسرقتها.
وقال مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان، مهند العيساوي، أن قوات مشتركة من الجيش والحشد قامت، بعد دخول مناطق سيد غريب والنباعي جنوب صلاح الدين، بإحراق مجموعة من المدنيين، كما تم اختطاف 58 عائلة بجميع أفرادها، بالإضافة إلى سرقة محتويات المنازل، والمواشي، والسيارات، والآلات الزراعية الموجودة في مزارع المنطقة.
وأضاف العيساوي، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن شهادات متطابقة تم جمعها من أفراد هاربين من تلك المنطقة قالوا إنهم شاهدوا قيام قوات الجيش والحشد بحرق مدنيين، وهم أحياء من المنازل المقابلة لهم، وأنهم سمعوا صراخا لرجال يُحرقون قبل أن توضع جثثهم في منازل ويتم تفجيرها بالقنابل لإخفاء جريمة الحرق.
ولفت العيساوي إلى أن اجتياح منطقة النباعي جاء بعد يوم واحد من قيام قوات الجيش والحشد بقصفها بأعداد كبيرة من قذائف الهاون، ونجم عنها مقتل العديد من المدنيين، وهلاك كمية كبيرة من المواشي، فضلا عن أضرار واسعة بالممتلكات، لافتا إلى كثافة القصف والعمليات العسكرية منعت عشرات العائلات من مغادرة المنطقة التي تعرضوا فيها لاحقا "لمجزرة بشعة".
وطالب مسؤول المركز المختص برصد الانتهاكات؛ السلطات العراقية بتحمل مسؤولياتها بالحفاظ على أرواح وممتلكات المدنيين في مناطق النزاعات العسكرية، والكشف عن مصير العائلات المختطفة من النباعي، وإطلاق سراها فورا، و عدم استخدام المدنيين كأدوات في معركة ليسوا طرفا فيها.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد من نشر نشطاء عراقيين مقطع فيديو يظهر مجموعة من مقاتلي مليشيا الحشد الشيعية، وهم يقومون بحرق شاب سني في منطقة الكرمة بمحافظة الأنبار، بطريقة تشبه الشوي، حيث تم تعليقه فوق النار. كما انتشر تسجيل آخر يظهر عناصر من الحشد وهم يضرمون النار في شاب آخر.
وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الحالات الموثقة لانتهاكات كبيرة قامت بها قوات الجيش والحشد الشعبي في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار، حيث تعمد
المليشيات لإظهار "انتصاراتها" عبر مقاطع فديو وصور تظهر عمليات حرق الأحياء وسحلهم بواسطة السيارات، أو صلبهم، فضلا عن حوادث قطع رؤوس متكررة، فيما تشير المصادر إلى أن أغلب ضحايا تلك الجرائم هم من المدنيين.