اتهمت الولايات المتحدة نظام الرئيس السوري بشار
الأسد بمساعدة
تنظيم الدولة في
سوريا، في لعبة مزدوجة يهدف من خلالها إلى التمسك بالسلطة.
وتقول صحيفة "ديلي تلغراف" إن تصريحات مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية جاءت في وقت قام فيه طيران النظام السوري بشن غارات على مواقع
المعارضة المسلحة في شمال مدينة حلب، ما أدى إلى اتهام جماعات المعارضة نظام الأسد بالتحالف مع المتطرفين.
وينقل التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف، قولها: "لم يظهر الأسد بهذه الأفعال مرة أخرى أنه لا يريد استخدام قواته لضرب مواقع تنظيم الدولة الآمنة، بل على العكس فهو يعمل وبنشاط على تعزيز مواقعه في لعبة خبيثة".
وتبين الصحيفة أنه منذ بداية الثورة السورية قام النظام بوصم معارضيه بالجهاديين المتطرفين، في استراتيجية تهدف إلى منع الغرب من مساعدتهم، وللحصول على دعم الأقليات الخائفة من المعارضة.
ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي يهاجم فيه الجهاديون قوات النظام في بعض أجزاء البلاد، فإنه تحرك لتأكيد روايته عن المعارضة، واستهدف الطرف الأضعف في الحرب الأهلية، وهو المعارضة المعتدلة.
وتكشف الصحيفة عن أن دراسة أجرتها المؤسسة الأمنية "إي أتش أس شي جينز" بداية هذا العام، أظهرت أن النظام لم يستهدف تتظيم الدولة إلا بنسبة 6% من هجماته، التي بلغت 982 عملية.
ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يواصل فيه النظام غاراته بالبراميل المتفجرة على مناطق حلب، فإن سكان مناطق الشرق، التي يسيطر عليها التنظيم، يقولون إن رجال الأعمال نقلوا أعمالهم إلى هناك؛ لأنها مناطق أكثر أمنا، وفرصة تعرض الجهاديين لغارات النظام فيها تظل أقل.
وتذكر الصحيفة أن دراسة مؤسسة "جينز" وجدت أن تنظيم الدولة فشل في تركيز هجماته على النظام.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه رغم أن العلاقات بين الطرفين غير واضحة، إلا أن البيانات تظهر أن لدى كل من النظام وتنظيم الدولة استراتيجية عدم الهجوم على بعضهما عندما يروق لهما.
وتوضح الصحيفة أنه بالنسبة لتنظيم الدولة فإن ضربه الفصائل المعارضة الضعيفة، يدفع السوريين إلى الاختيار بينها وبين النظام، حيث اختاروا الأولى. وكان مقاتلو التنظيم قد تقدموا باتجاه بلدة أعزاز شمال مدينة حلب، وفي الطريق سيطروا على خمس بلدات صغيرة.
ويفيد التقرير بأنه في الوقت ذاته فقد جدد النظام من غاراته على مواقع المعارضة. وتقول هارف: "شاهدنا ومنذ وقت طويل النظام يتجنب ضرب خطوط تنظيم الدولة، في تناقض واضح مع مزاعم النظام أنه يقاتل تنظيم الدولة".
وتورد الصحيفة أن النظام السوري يُتهم بتحقيق صفقات مالية مع تنظيم الدولة التي توفر للطرفين منافع مالية. ويشتري النظام النفط الرخيص من الجهاديين، منذ أن خسر حقول النفط في دير الزور عام 2013، وذلك بحسب ما قالته بعض الأجهزة الأمنية الغربية.
ويذهب التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي قد فرض في شهر آذار/ مارس الماضي، عقوبات على صاحب شركة "هيسكو" للهندسة جورج حصواني، بعد اتهامه بكونه الوسيط في صفقات النفط مع تنظيم الدولة.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن الاتهامات جاءت بعد أن كشف عن وجود حقل غاز في منطقة الطبقة في وسط سوريا، حيث كان يدار بشكل مشترك بين "هيسكو" وتنظيم الدولة.