قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن أبناء الطائفة الشيعية في شرق
السعودية شكلوا جماعات للدفاع عن المدن، بعد العمليتين الانتحاريتين، اللتين أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنهما.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن العمليتين، اللتين قتل فيهما 25 شخصا، تعدان تصعيدا في عمليات التنظيم، الذي يستهدف
الشيعة المتمركزين في شرق السعودية. وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، قتل مسلحون سبعة مصلين في
حسينية في منطقة الأحساء شرق السعودية.
وتبين الصحيفة أن الهجمات الأخيرة أدت بشيعة السعودية إلى تشكيل جماعات للدفاع المدني. وهو ما يراه الزميل الباحث في جامعة كامبريدج توبي ماتثسين "تطورا غير مسبوق". ويقول ناشطون إن جماعات الدفاع المدني اعتقلت أشخاصا بشبهة التخطيط لهجمات جديدة، وقام أفراد هذه المجموعات بتسليمهم إلى قوات الأمن السعودية.
وينقل التقرير عن الناشط السابق حمزة الحسن، قوله: "هؤلاء متطوعون شاهدوا فراغا أمنيا، وكان عليهم البحث عن طرق للدفاع عن أنفسهم". وأضاف: "هذا من أجل الدفاع عن النفس، وليس موضوعا سياسيا".
وتذكر الصحيفة أن السلطات السعودية كانت قد عززت من الوجود الأمني في المنطقة الشرقية، حيث تعيش غالبية شيعية، وأقامت نقاط تفتيش على مداخل المدن، وشددت من التفتيش على الجسر الذي يربط بين السعودية والبحرين.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن المحللين المقربين من الحكومة يتوقعون زيادة في تشديد الأمن، الذي سيشبه ما قامت به السعودية عندما لاحقت الجهاديين داخل السعودية في الفترة ما بين عامي 2003 إلى 2006.
وتورد الصحيفة أن الكثير من الشيعة يشعرون أن هناك الكثير الذي من الواجب عمله. ودعا البعض من داخل المجتمع إلى تسليح جماعات، وهو ما أثار المخاوف من تحول جماعات الدفاع الشعبي إلى مليشيات، مثل مليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، المتهمة بارتكاب جرائم ضد السنة.
ويلفت التقرير إلى أن تشكيل جماعات الدفاع المدني قد أثار قلق المؤسسة السعودية، وقامت السلطات باعتقال بعض المتطوعين فيها.
وتنوه الصحيفة إلى أن تشكيل هذه الجماعات يأتي على خلفية تزايد النعرات الطائفية. ففي الوقت الذي استنكرت فيه العائلة المالكة والعلماء المرتبطون بها الهجمات، إلا أن الناشطين الشيعة انتقدوا تسامح الحكومة مع التصريحات النارية، التي أدلى بها ناشطون سنة، وهاجموا فيها دولة إيران الشيعية.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المشاعر الطائفية زادت منذ ثورات الربيع العربي عام 2011، وقمع الانتفاضة في البحرين، ودعم النظام الإيراني لنظام بشار الأسد. وارتفعت حدة النعرة الطائفية في الحرب التي شنتها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين تدعمهم إيران.