نشرت صفحات خاصة بمليشيا
عصائب أهل الحق الشيعية في
العراق مجموعة من الإصدارات المرئية الخاصة بتنظيم الدولة في محافظتي الأنبار وصلاح الدين ونسبتها إلى مقاتليها، فيما أكد كاتب ومحلل عراقي أن هذا العمل له سوابق مشابهة، ويمتد إلى فترة العمليات التي كانت تنفذها الفصائل السنية ضد القوات الأمريكية قبل انسحابها من العراق في كانون الأول/ ديسمبر 2011.
ونشر المشرف على صفحة ناحية السلام على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إصدارا مرئيا سبق لتنظيم الدولة أن نشره بعنوان "غزوة فتح السجارية في الأنبار"، بينما زعم المشرف على الصفحة الشيعية أن العناصر الظاهرة في الفيديو هم مقاتلون يتبعون مليشيا عصائب أهل الحق، وأنهم نفذوا عملية ضد عناصر
تنظيم الدولة في عمق المناطق التي يحتلونها.
وأضاف المشرف على الصفحة الناطقة باسم مليشيا العصائب في محافظة ميسان، جنوب العراق، أن مجاهدي العصائب تنكروا بزي عناصر تنظيم الدولة، ونفذوا عملية بطولية في عقر دارهم بمحافظة الأنبار، وأسفرت عن قتل عدد منهم فيما لاذ الآخرون بالفرار.
وفي سياق متصل، وضعت صفحة "أخبار المقاومة الإسلامية " التابعة لمليشيا العصائب مجموعة صور قالت إنها لمقاتليها وهم يلحقون الخسائر بعناصر التنظيم في مصفاة بيجي، في حين أظهر إصدار قديم لتنظيم الدولة الإسلامية ذات الصور التي أكد أنها تعود للخسائر التي تم إلحاقها بمليشيا الحشد الشعبي على أطراف مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين.
ولجأ المشرفون على الصفحات الشيعية إلى وضع شعارات خاصة بمليشيا العصائب فوق العلامة الأصلية التي تعود للمؤسسة الإعلامية الخاصة بالإصدارات المرئية في تنظيم الدولة، والتي غالبا تتضمن اسم الولاية، وشرحا مختصرا لمحتويات الصورة مع إظهار التاريخ بالتقويم الهجري.
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي عدنان الحاج أن عملية قرصنة الإصدارات المرئية ليست جديدة بالنسبة لمليشيا عصائب أهل الحق، مبينا أن موقع "يوتيوب" مليء بمقاطع مصورة خاصة بعمليات الفصائل السنية المسلحة ضد القوات الأمريكية، حيث تجدها في مواقع أخرى تحمل علامات وشعارات ميليشيا العصائب.
وأضاف الحاج في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن قرصنة الإصدارات في السابق كانت تقتصر على تزوير مقاطع صغيرة عن عمليات التفجير التي تستهدف الأرتال الأمريكية بواسطة القنابل المزروعة على جانبي الطريق، مضيفا أن العملية تطورت في الوقت الحالي، ووصلت إلى قرصنة الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي تنشر تحت رواية أن عناصر
المليشيات الشيعية تنكروا بزي مقاتلي تنظيم الدولة ونفذوا هذه العمليات، وهو أمر بات يتكرر في أكثر من صفحة وموقع لهذه المليشيات.
وبين الحاج أن هذا الأسلوب يرمي بالدرجة الأساس إلى رفع الروح المعنوية لمقاتلي المليشيات، وكسب تأييد أكبر قدر من الجمهور الشيعي المنقسم في تبعيته لهذه المليشيات التي تتبع كل واحدة منها لحزب أو تنظيم سياسي، وفي مقدمتها أحزاب عمار الحكيم ومقتدى الصدر وقيس الخزعلي، وأخرى أقل أهمية.
ولفت الحاج إلى أن الأمر لم يقتصر على القرصنة، وإنما وصل إلى التقليد الحرفي في الإصدارات المرئية، مبينا أن الاحترافية العالية والإتقان التي تظهر بها إصدارات تنظيم الدولة دفعت بفصائل الحشد الشعبي إلى محاولة تقليدها، من حيث تسلسل اللقطات واختيار زوايا التصوير ومحاكاة ذات المؤثرات الصوتية والصورية المضافة إلى الإصدارات.