اشتدّ الخطاب المعادي للسعودية من قبل المسؤولين
الإيرانيين ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة، ووصل إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ عام 1987، عندما أدّى قمع
السعودية للمتظاهرين الإيرانيّين في مكة المكرمة إلى سقوط مئات القتلى ووقف العلاقات الدبلوماسية بشكل مؤقت.
هذا ما رآه المحلل السياسي مهدي
خلجي، في تقرير نشره على الموقع الإلكتروني لمعهد واشنطن، تحت عنوان "الحرب في
اليمن تُصعّد لهجة الخطاب الإيراني المعادي للسعودية".
وقال خلجي في تقريره "اليوم، يرى المراقب والمتابع للتصريحات الرسمية الصادرة عن المسؤولين في الجمهورية الإسلامية حربا إيرانية دعائية ضد آل سعود، في ظل العمليات العسكرية التي تشنها السعودية ضد الحوثيين الشيعة في اليمن، بمساعدة عدد من الدول العربية".
وساق التقرير مجموعة من الأمثلة على
الحرب الدعائية الإيرانية ضد السعودية، ففي 14 أيار/ مايو، عقب اجتماعه مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، حذر المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي
خامنئي من أنّ "السعوديّين ارتكبوا خطأ كبيرا في اليمن، وأنهم حتما سيتضرّرون جرّاء ذلك"، مؤكدا أن "متخذي القرار في السعوديّة بشأن اليمن لديهم عقلية غير حكيمة وجاهلة."
وفي 9 نيسان/ أبريل، حذر خامنئي الرياض من أنّ التدخل في اليمن سيؤدي إلى الفشل، قائلا: "سيخسر السعوديّون حتما في هذا، وسيمرّغ أنفهم في التربة".
وأعلن أنّ "العديد من الشباب عديمي الخبرة قد تولوا شؤون المملكة العربية السعودية، واختاروا الهمجية سبيلا بدلا من اللباقة، وحتما سيدفعون ثمن ذلك".
وتابع خامنئي التعبير عن غضبه تجاه آل سعود، في خطاب آخر ألقاه في 16 أيار/ مايو، قائلاً: "حتى الوثنيين في مكة المكرمة كانوا يعمدون إلى وقف الحرب في الشهر المكرّس رجب، واليوم أولئك الذين يقصفون اليمن مئة مرة، ومئتي مرة في أربع وعشرين ساعة، هم أسوأ وأقبح من وثنييّ مكة المكرمة".
ولم تقف الحرب الكلامية ض السعودية عند رأس النظام الإيراني، بل واصل عددٌ من المسؤولين الآخرين هذه الحرب.
ففي 27 نيسان/ أبريل، قال اللواء محمد علي جعفري، القائد العام لقوات فيلق الحرس الثوري الإسلامي: "إن شاء الله، ستؤدي موجة التطورات المقبلة في المنطقة إلى انهيار آل سعود الذي هو على شفير الاختفاء، ونحن نأمل أن يحدث هذا الأمر قريبا، فقد تتبّع اليوم الخائن السعودي خطى إسرائيل الصهيونية".
وفي 2 أيار/ مايو، قال رئيس ديوان مكتب خامنئي محمد محمدي كلبايكاني: "إنّ الناس الأبرياء في اليمن يموتون بالقنابل السعودية، وبالتأكيد أن آل سعود سيسقطون قريبا بنعمة الله".
وفي اليوم ذاته، تفاخر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قائلا إن "مصير آل سعود سيكون مثل مصير صدام".
في غضون ذلك، تعاطف رجال الدين الشيعة في إيران بشكل علني مع فصيل الحوثيين/ الزيديين، في الوقت الذي أدانوا فيه السعوديين.
فخلال خطبة ألقاها عضو مجلس الخبراء أحمد خاتمي في 8 أيار/ مايو، وصف خاتمي أعضاء الحكومة السعودية بـ "رجال الموت" قائلاً، إن سياستهم في اليمن هي سياسة إسرائيل ذاتها في غزة.
وفي سياق الحوادث التي كانت سببا أيضا في اشتداد الحرب الدعائية الإيرانية ضد السعودية، ادّعى مراهقَان إيرانيان أنهما تعرضا للتعذيب على أيدي حراس الأمن في مطار جدة في المملكة العربية السعودية في آذار/ مارس بعد أداء فريضة العمرة في مكة المكرمة.
وردا على ذلك، تظاهر مئات من الإيرانيين أمام السفارة السعودية في طهران، وفي 13 نيسان/ أبريل، حين علّقت السلطات الإيرانية جميع رحلات العمرة الجوية إلى المملكة باستثناء السفر لموسم الحج الإلزامي في وقت لاحق من هذا العام.
وسرعان ما انتشرت حملة كبيرة مناهضة للمملكة العربية السعودية ومعادية للعرب، في بعض الأحيان، على وسائل الإعلام الاجتماعية الفارسية، ما ساعد الحكومة على تبرير خطابها المعادي للسعودية.
إلى ذلك أنهى التقرير رؤيته حول الحرب الدعائية الإيرانية الموجهة ضد السعودية بقوله: "تنظر الجمهورية الإسلامية إلى الصراع في اليمن على أنه فرصة لتحقيق أهدافها الإقليمية من خلال الاستفادة من الجماعة الزيدية الشيعية المسلحة (الحوثيين)، على غرار علاقتها بقادة «حزب الله» الشيعي في لبنان.
وواصل مكاتب التقرير: "هي ترى أيضا في اليمن ساحة معركة في حربها بالوكالة، حرب عملائها ضد المملكة العربية السعودية، التي تنافسها منذ فترة طويلة على الهيمنة الإقليمية.
ورأى خلجي أنه "إذا استجابت الحكومة السعودية عن طريق درء السياسات المناهضة للشيعة من الداخل وفي البلد المجاور البحرين، لن يؤدي ذلك سوى إلى تفاقم الصراع الطائفي الإقليمي وتبرير دعم إيران للجماعات الشيعية المسلحة أكثر من أي وقت مضى".