قال محللون فلسطينيون، إن ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو يواجه مشاكل كبيرة قد تؤدي إلى "سقوطه".
ورجح المختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، تداعي الحكومة الإسرائيلية الجديدة من داخلها، معللا ذلك بأنها "تعاني من مشاكل وعقبات داخلية، لا يمكن لنتنياهو التغلب عليها بأي شكل من الأشكال".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "المعركة القادمة ستكون رأسا برأس؛ بين نتنياهو وجلعاد أردان، وذلك لرفض الأول منح الأخير حقيبة وزارة الخارجية، وعدم قبول طلبه بتوحيد وزارة الداخلية والأمن الداخلي".
ويُعد أردان السياسي الأبرز بعد نتنياهو في حزب الليكود، وهو الفائز بالمركز الأول في الانتخابات الداخلية للحزب، التي جرت مؤخرا.
فساد مالي
وبين جعارة أن العقبة الثانية تتمثل في "انضمام وزراء للحكومة متهمين بالفساد، مثل وزير الزراعة أوري أرييل، الذي سبق أن اعتقل ست مرات بتهم فساد مالي"، مشيرا إلى أن المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين أكد أنه "من الصعب الدفاع عن أرييل إذا ما قُدمت شكوى ضده في محكمة العدل العليا الإسرائيلية".
وهدد يائير لبيد، زعيم حزب المستقبل الفائز بالمركز الرابع في انتخابات الكنيست الإسرائيلي الأخيرة، بواقع 11 مقعدا، بالذهاب للمحكمة لتقديم شكوى بحق أرييل، بحسب جعارة الذي يتوقع أن يتسبب ذلك "بتقصير عمر
حكومة نتنياهو".
وأضاف المختص في الشأن الإسرائيلي، أن "المشكلة لا تكمن في الرقم 61 (عدد أصوات مانحي الثقة لحكومة نتنياهو، مقابل حجب 59 عضوا) وحسب، وإنما في القرارات السياسية الخاطئة التي سيتخذها نتنياهو، والتي ستحكم عليه بالسقوط".
واعتبر أن توجه نتنياهو "لتحديد صلاحيات محكمة العدل العليا الإسرائيلية؛ سيفجر غضبا داخل الكنيست، حيث أكد زعيم المعارضة، رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، أنه لن يسمح لنتنياهو بذلك"، موضحا أن من بين "القرارات التي بدأت تفوح رائحتها المثيرة للخلاف؛ وضع قيود على الصحافة الإسرائيلية، ما بقرب أجل تلك الحكومة"، على حد قوله.
وقال جعارة: "لن يستطيع نتنياهو أن يحمي نفسه من المعارضة، ولن تستمر الحكومة الإسرائيلية لنهاية مدتها التي تبلغ أربع سنوات".
مخارج وأولويات
من جهته؛ قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية، عليان الهندي، إن حكومة نتنياهو الحالية "ستواجه صعوبات كبيرة جدا في سياساتها الخارجية؛ بسبب ممارساتها اليمينية المتطرفة"، موضحا أن لدى تلك الحكومة "مدة عام، من أجل السير باتجاه مسيرة السلام مع الفلسطينيين".
وأضاف أن من "أولويات نتنياهو في المرحلة المقبلة؛ توسيع ائتلافه الحكومي كي يعمل بشكل أكثر راحة واستقرار، وهو ما يفسر احتفاظه ببعض الوزارات".
وأوضح الهندي لـ"
عربي21" أنه "بحسب تقدير نتنياهو؛ فإن حكومته ستعمل لمدة سنة دون إزعاج"، مؤكدا أن رئيس الحكومة "يسعى لضم حزب المعسكر الصهيوني بزعامة هرتسوغ، وهو ما سيمكنها من الاستمرار طيلة مدة السنوات الأربع".
وذهب إلى أنه "في حال
فشل ضم حزب المعسكر الصهيوني، ونجح نتنياهو في ضم حزب إسرائيل بيتنا، الذي يتزعمه وزير الخارجية السابق أفيغدور
ليبرمان؛ فإن هذا سيخفف من الضغوطات السياسية الخارجية على
الاحتلال في المرحلة المقبلة".
وقال الهندي إن "أحد المخارج السياسية أمام حكومة نتنياهو في هذه المرحلة؛ هو الذهاب باتجاه إيجاد حل لمعضلة قطاع غزة؛ بمنح الفلسطينيين دولة تخرج من السياق الاسرائيلي كليا"، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي بقيادة اليمين المتطرف "ذاهب باتجاه إخراج القطاع من معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتمسك بالضفة الغربية"، على حد قوله.