نشرت صحيفة "سلايت" الناطقة بالفرنسية تقريرا حول التقديرات المتعلقة بعدد مقاتلي
تنظيم الدولة، ورد فيه أن هذه التقديرات متضاربة، وأن معرفة درجة تسليح هذا التنظيم أصبحت أقل صعوبة من معرفة عدد عناصره، حيث يتراوح هذا العدد بين 10 آلاف و200 ألف، ولكن الثابت أنه في تزايد مستمر.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إن تنظيم الدولة أصدر تقريره السنوي لسنة 2014، في نسخة مؤلفة من 400 صفحة، ويحتوي على تفاصيل العمليات التي نفذها، وإحصائيات بالأرقام لنتائجها، دون تقديم أي معلومات حول موارده البشرية، لأن التنظيم يبقى كتوما فيما يخص خسائره، وعدد
المقاتلين الأجانب في صفوفه، وعدد الذين يخوضون المعارك فعليا على مختلف الجبهات.
وذكرت الصحيفة أنه في شهر حزيران/ يونيو 2014، قدرت العديد من المصادر المطلعة عدد عناصر التنظيم بكونها بين 11 ألفا و18 ألفا في
سوريا والعراق. ثم في تموز/ يوليو قدر الباحث في المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأوسط، "رومان كايي"، عدد هؤلاء المقاتلين بـ25 ألفا.
ونقلت الصحيفة عن هذا الباحث الفرنسي أن "تنظيم الدولة كان يعد في صفوفه حوالي 20 ألف رجل في سوريا والعراق قبل السيطرة على الموصل، ولكن بالنظر لنجاحه في تحرير سجنائه وعقد تحالفات جديدة، فإن العدد بلا شك أصبح يناهز 25 ألفا".
كما ذكرت أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يقدر عدد عناصر التنظيم بـ 50 ألفا في سوريا فقط.
وقالت الصحيفة إن وكالة الإستخبارات الأمريكية، "سي آي آي"، كشفت في 12 من أيلول/ سبتمبر 2014 جزءا من معلوماتها، التي تشير إلى أن عدد مقاتلي تنظيم الدولة يتراوح بين 20 ألف و31500 مقاتل. وعزت الوكالة هذا الارتفاع في عددهم، بحسب الناطق الرسمي باسمها راين تراباني، إلى "نجاح التنظيم في استقطاب المقاتلين الجدد منذ حزيران/ يونيو بفضل النجاحات العسكرية التي حققها، وبفضل إعلانه إقامة دولة الخلافة الإسلامية، ليدغدغ مشاعر الشباب الحالم في كافة أنحاء العالم".
وذكرت الصحيفة أن الخبير الأمني والمستشار العسكري لدى الحكومة
العراقية هشام الهاشمي، أعلن أن عدد مقاتلي تنظيم الدولة يبلغ 100 ألف. ثم بعد فترة أعلن رئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان فؤاد حسين، أن عددهم 200 ألف، وهو رقم يتضمن من يحرسون الحدود وقوات الشرطة والمليشيات المقاتلة والعناصر شبه العسكرية.
وأضاف فؤاد حسين: "تنظيم الدولة يحتل حوالي ثلث العراق وثلث سوريا، وهي مساحة يوجد فيها حوالي 10 أو 12 مليون نسمة، على مساحة تناهز 250 ألف كيلومتر مربع، وهي تعادل مساحة المملكة المتحدة، ما يعطي لهذا التنظيم مجالا واسعا للتحرك ولتجنيد عناصر جديدة".
ويرى هذا المسؤول المقرب من رئيس الإقليم الكردي "مسعود البرزاني"، أن قدرة التنظيم على خوض المعارك على أكثر من سبع جبهات في آن واحد تجعل القول بأن عدد مقاتليه يبلغ فقط 20 ألفا؛ أمر غير واقعي.
وأضافت الصحيفة نقلا، عن المصدر ذاته، أن "الاستهانة بعناصر تنظيم الدولة والتقديرات المتدنية لأعدادهم، تفسر سبب تفاجؤ الحكومة الأمريكية والتحالف الدولي بقدرات التنظيم خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، ونجاح هذا الأخير في تحقيق انتصارات على حساب الحكومات العراقية والسورية وبقية الفصائل المعارضة وقوات البيشمركة الكردية".
ورأت الصحيفة أن المقارنة بين قوة تنظيم الدولة والقوى الأخرى المعادية له تعطي فكرة أخرى في هذا السياق، فالجيش العراقي يضم في صفوفه 250 ألف جندي، وقوات البيشمركة تضم 35 ألف مقاتل، وقوات النظام السوري تضم 178 ألفا، كما أن التنظيم يقاتل أيضا ضد مجموعات معارضة أخرى في مناطق مختلفة من سوريا. وأمام هذه الأرقام،؛ فإن تقديرات وكالة الاستخبارات الأمريكية حول وجود 31500 مقاتل تبدو غير واقعية، وفق الصحيفة.
وذكرت أن تقريرا تلقاه مجلس الأمن الدولي في شباط/ فبراير الماضي، أكد وجود 22 ألف مقاتل أجنبي في صفوف التنظيم في العراق وسوريا، منهم 700 فرنسي، وهو ما يفند تقديرات وكالة الاستخبارات الأمريكية حول كون العدد الإجمالي 31500 مقاتل، لأنه لا يضع في الاعتبار المقاتلين المحليين.
وفي هذا السياق، نقلت عن أحد الخبراء الأمريكين أن "التنظيم قادر على تجنيد عدد كبير من المقاتلين الجدد، لأن المناطق التي يسيطر عليها تعد ما لا يقل عن سبعة ملايين ساكن، والتجنيد الإجباري يمكن أن يوفر عددا كبيرا من المقاتلين".
وأضافت الصحيفة أن دليلا آخر على أن الجميع أساؤوا تقدير قدرات التنظيم، وهو عدد الذين سقطوا في المعارك الدائرة. فإلى حدود مطلع العام الجاري، تركزت 80 في المائة من ضربات التحالف الدولي على مدينة كوباني (عين العرب السورية)، وأكد التحالف قضاءه على ستة آلاف من عناصر التنظيم، وهو ما يعني أن التنظيم خسر ربع قدراته في منطقة واحدة إذا صحت هذه التكهنات بشأن عدد مقاتليه، وهذا أمر غير منطقي بالنظر لتواصل المعارك بنفس الوتيرة على عدة جبهات في العراق وسوريا.
كما نقلت الصحيفة عن رومان كايي أنه "إذا أضفنا لهؤلاء عناصر التنظيم في سيناء وليبيا، يمكن أن نقدر بأن عددهم لا يقل عن 65 ألفا أو 80 ألفا، ورغم تدفق الملتحقين الجدد من عدة دول عربية وغربية، فإن التنظيم تكبد أيضا خسائر هامة في صفوفه، خاصة بسبب القصف الجوي".
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن هذه التقديرات يضاف إليها أيضا المجموعات التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة، في القوقاز والجزائر وأندونيسيا واليمن وأفغانستان، ومجموعات ناشطة في مصر وليبيا، وهي التي تسمى بـ"الولايات" التي أعلنها التنظيم.