"هل حل الدولتين ما زال صالحا؟".. عنوان لمؤتمر "تطبيعي" تمكن عشرات الشبان المقدسيين من إفشاله عقب دقائق من بدئه، حيث رددوا هتافات مناوئة للتطبيع، ما أجبر منظمي المؤتمر على إلغائه، ومغادرة المكان.
وكانت مؤسسة "IPCRI" (مبادرات اقليمية مبدعة في إسرائيل وفلسطين)، قد دعت العديد من الأكاديميين والفلسطينيين والإسرائيليين، للمشاركة في المؤتمر الذي عقد في فندق "الإمباسادور" بحي الشيخ جراح في مدينة
القدس المحتلة.
وأثنى الأكاديمي والخبير السياسي، عبد الستار قاسم، على تمكن شباب القدس من إفشال المؤتمر، واصفا ذلك بأنه "خطوة في الإطار الصحيح، يجب أن تنتقل إلى كافة المناطق الفلسطينية التي تشهد بشكل دوري لقاءات تطبيعية".
اليد العليا للمطبعين
وقال لـ"
عربي21" إن أنشطة
التطبيع مع الاحتلال "لا تنحصر في مدينة القدس المحتلة، وإنما تمتد في كل
الضفة الغربية"، لافتا إلى أن هناك "أنشطة تطبيع يومية في الكثير من المؤسسات وبعض الجامعات الفلسطينية، ولا أحد يحرك ساكنا".
وأضاف أن "اليد العليا الآن للمطبعين، وليس لمناهضي التطبيع"، مطالبا الفصائل والأحزاب الفلسطينية بـ"مساندة الجهود الشبابية ذات القدرات المحدودة".
وشدد قاسم على ضرورة "تظافر الجهود الرسمية والشعبية لصد مخططات الاحتلال، وبعض المنتفعين من أصحاب الأحزاب السياسية والشخصيات الفلسطينية البارزة"، مؤكدا أهمية العمل على "بناء المجتمع الفلسطيني؛ لاستعادة مكانة القضية الفلسطينية كجوهر لقضايا الأمة".
بدوره؛ أوضح أستاذ العلوم السياسية، مخيمر أبو سعدة، أن تلك المؤتمرات أو اللقاءات "التطبيعية"، كانت "قبل عهد نتنياهو؛ مسموحة ومقبولة من قبل
السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير، كونها تأتي في إطار الحل النهائي للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "النظرة تغيرت تماما؛ بسبب التنكر المستمر لجميع الحقوق الفلسطينية من قبل نتنياهو، وبالتالي فقد بات عقد تلك اللقاءات غير مقبول وطنيا".
المحرك الخفي
ورجح أن تكون حركة
فتح، أو أحد التنظيمات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ هو "المحرك الخفي؛ لهذه التظاهرات الشبابية الرافضة لمثل هذه المؤتمرات، التي تستغل حالة الإحباط والظروف المأساوية التي يعايشها الشباب المقدسي نتيجة استمرار سياسية الاحتلال العدوانية".
وقال أبو سعدة إن هناك أطرافا في السلطة يئست من إحداث أي اختراق في المسار التفاوضي، نتيجة عدم تحقيق أي خطوة باتجاه حل الدولتين؛ بسبب تعنت نتنياهو، واستمراره في التهويد والتوسع الاستيطاني، وشن الحروب المتتالية على الفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذه الأطراف "قد تلجأ إلى تأجيج الشباب لرفض التطبيع مع الاحتلال، كون تلك اللقاءات منزوعة الغطاء السياسي".
من جهته؛ قال الناطق باسم حركة
حماس، حسام بدران، إن ما قام به الشباب المقدسي تجاه المؤتمر التطبيعي؛ يدل على وعي كبير، وإرادة قوية "ترفض التسليم بوجود العدو الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة".
وأضاف بدران في تصريح مكتوب وصل "
عربي21"، أن هذا "العمل المقاوم يثبت أن أصحاب مشروع التطبيع والتنسيق الأمني يعيشون في عزلة عن شعبنا"، مؤكدا أنهم "يتناقضون مع آمال الجماهير وطموحاتها".
وأطلقت مؤسسة "IPCRI" مؤخرا مشروع "دولتان في حيز واحد"، تقوم من خلاله مجموعة باحثين إسرائيليين وفلسطينيين؛ بدراسة احتمالات قيام "دولتين قوميتين ومستقلتين، إسرائيل وفلسطين، تسمحان لسكانهما بحرية التنقل بينهما".