اعتبر عدد من النشطاء
اليمنيين، خروج صالح الإعلامي عبر قناة "اليمن اليوم" التابعة له، إزاء قصف مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية لمنزله في العاصمة
صنعاء، الأحد، إعلانا صريحا منه لتحالفه مع الحوثيين ولمسؤوليته على ما وصلت إليه اليمن.
فيما رأى آخرون أن مخابرات قوات التحالف ضعيفة، ودعوا إلى تعزيز قدراتها في "حرب المعلومات"، لأنها أخطأت صالح رغم تدمير منزله.
وقالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، في حسابها على "فيسبوك"، إن صالح خرج اليوم كـ"الجرذ" يعلن مسؤوليته عن كل الخراب في اليمن، عبر أدواته، الحوثي والقاعدة وغيرهم من العصابات والمافيا".
ولفتت كرمان، في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الى أن "الثورة مستمرة وهي أقدس ما تكون اليوم"، في إشارة منها إلى استعادة ثورة 11 فبراير التي أجبرت صالح على التنحي من الحكم في 2011.
صالح "نيرون اليمن"
ورأى الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، أن "الأمر انتهي واتضح بإعلان الرئيس المخلوع صالح مسؤوليته عن مهمة إدارة تحالف الخراب في اليمن".
وقال في تعليق على موقع التواصل "فيسبوك"، إن "صالح اليوم نصب نفسه ولياً لأمر اليمنيين، دون استئذان من أحد، لأنه ما يزال لديه الكثير من الأموال المسروقة، ولديه نزعة تسلط لا حدود لها".
ووصف التميمي المخلوع صالح بـ"نيرون" "الذي يريد، بعد هدم منزله الأحد، أن يرى منازل صنعاء كلها مهدمة". مشيرا الى أنه "ظهر اليوم حوثيا في ثوب رئيس سابق، وفرض نفسه رئيساً بأخلاق حوثية طائفية متعصبة".
تجليات الزيدية السياسية
من ناحيته، قال الكاتب والباحث السياسي اليمني نبيل البكيري إن "المخلوع على صالح إحدى تجليات الزيدية السياسية السلالية و بذرة من بذورها، بصيغتها المناطقية القبلية المتخلفة".
وأوضح في تعليق له على حسابه بموقع "فيسبوك" أنه "من الطبيعي قيام التحالف القوي بينه وبين جماعة "الحوثي، فهم لم يتقاتلوا من أجل مصلحة الوطن، وإنما تقاتلوا على اقتسام خيراته و نهبها بقتل أبنائه وتشريدهم وتدميره كلياً".
وقال البكيري أن "هذه هي الصورة التاريخية للزيدية الأمامية على مدى أكثر من ألف عام، حروب واقتتال و مجازر وصراعات؛ لم ولن تنتهي وكانت اليمن واليمنيون ضحاياها على مر التاريخ".
وفي السياق ذاته، قال القيادي في حزب الاشتراكي اليمني شفيع العبد، في منشور له في "فيسبوك" أن "النار التي اشتعلت في منزل المخلوع على صالح ومنازل قيادات مليشيات الحوثي النازية، لا تساوي جزء من النار المشتعلة في قلوب نساء مدن جنوب البلاد على فلذات أكبادهن وبيوتهن ومدنهن".
من جانبه، كتب ناشط يمني على موقع "فيسبوك"، معلقاً على قصف قصره في صنعاء من قبل التحالف العربي أن "هذه الواقعة كشفت أن مخابرات التحالف ضعيفة وأن على صالح استطاع خداعها حتى هذه اللحظة، بدليل تسجيله لكلمته على أطلال منزله، ثم بثه بعد نحو ساعتين".
وأضاف أن "حرب المعلومات في ميدان المخابرات لا تحتاج إلى أسلحة فتاكة وجيوش جرارة، -بل- تحتاج حشدا كبيرا من الذكاء، كأحد أهم العناصر". مشيرا إلى أن "صالح ما يزال قويا في هذا الجانب، والتحالف ضعيف، وليس أضعف".
مؤتمرون يمدون أيديهم للحوثي
من جهته، أعلن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه المخلوع صالح، ياسر اليماني مد يديه لزعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي الذي وصفه بـ"القائد"، لمواجهة "العدوان على اليمن".
وقال اليماني في مقال نشره على صفحته في "فيسبوك"، إن "صالح سيبقى قائدا مغوارا، ومعه كل أبناء الوطن في الداخل والخارج". منوها إلى أنهم يمدون أيديهم لجماعة الحوثي، استجابة لدعوة صالح، الأحد، التي أعلن فيها تحالفه مع الحوثيين.
وقال: إنهم "سيكونون جنودا" مع علي صالح والحوثي مهما اختلفوا مع الأخير، لصد ما أسماه بـ"العدوان على اليمن".
وقدم القيادي في حزب صالح اعتذاره لزعيم الحوثيين وأتباعه، على خلفية هجومه عليهم في وقت سابق.
ودعا اليماني إلى التصدي لمن وصفهم بـ"خونة الداخل دون رحمة والتعامل معهم بيد من حديد أينما وجدوا".
وكان صالح قد دعا في فيديو بثته قناة "اليمن اليوم"، الأحد، بعد ساعات من قصف منزله في صنعاء، إلى ملاحقة من أسماهم "خونة الداخل".
وشنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده الرياض غارات على منزل
علي عبد الله صالح، فجر الأحد، وعاودت القصف بعد ساعات من ظهوره في تصريح متلفز بثته قناة تابعة له.