استهدف انتحاري مساء الخميس اجتماعا على مستوى القيادة في
فيلق الرحمن، أحد أكبر الفصائل الفاعلة في
الغوطة الشرقية، ما أدى إلى إصابة عدد من القادة إصابات خطيرة.
وقالت مصادر لـ"عربي21" إن الاجتماع كان يضم القائد العام للفيلق عبد الناصر شمير أبو النصر، والشيخ أبو نعيم يعقوب، قائد كتائب الشام العاملة في عربين، التي انضمت مؤخرا للفيلق، والشيخ أبو ثابت الدمشقي (رياض الخرقي) أحد الشخصيات بالغوطة الشرقية ومشايخها، وعضو المجلس الإسلامي السوري، إضافة لعدة شخصيات قيادية في الفيلق.
وفي حديث لـ"عربي21"، قال أبو كمال، مدير المكتب الإعلامي لفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية: "تعقد اجتماعات دورية لقادات الفيلق، ولكن هذا التفجير كان يستهدف قائد فيلق الرحمن، لأن الانتحاري طلب من مقاتلي الفيلق المرابطين في منطقة الاجتماع لقاء قائد فيلق الرحمن، وكرر طلبه بحجة أن لديه موضوعا خاصا معه، وكان مدعيا أنه من أحد عناصر الفيلق، ليفجر نفسه بعد ذلك".
وأضاف أبو كمال: "نجا قائد الفيلق أبو النصر من التفجير، ونتج عنه عدة إصابات بين القادة، فقد أصيب الشيخ أبو ثابت إصابة بليغة، وهي الأخطر بين الإصابات، وأصيب الشيخ أبو نعيم يعقوب، إضافة لإصابة أبو حفص، القيادي في الفيلق، وثلاثة من الحرس، ومقاتل من الفيلق أيضا".
وبين أبو كمال أن هوية منفذ التفجير الانتحاري لم تتوضح بعد، ولكن أصابع الاتهام الأولية تتجه نحو تنظيم الدولة، لأن لفيلق الرحمن دورا كبيرا في محاربة وجود التنظيم في الغوطة الشرقية.
وقال أبو كمال لـ:"عربي21": "موقفنا تجاه الفكر التكفيري، وتنظيم الدولة معروف، فقد لاحقناهم مرارا، وما زلنا نلاحقهم". وأضاف: "أما بالنسبة للمتهم المباشر لا يوجد حتى الآن، ولكن الدلالات الأولية تشير إلى تنظيم الدولة، لأننا شاركنا في عدة حملات للقضاء على التنظيم وخلاياه الموجودة في الغوطة، وتم القضاء على معظمها، وقتل أمير التنظيم، كما تم أسر عناصر وقيادين مقربين منه".
وتابع أبو كمال: "أما بالنسبة للجهة المنفذة، فنحن في فيلق الرحمن لن نسكت عمن استباح دمنا دون حق، وسنلاحقه حتى ننال القصاص العادل منه".
وهذه العملية ليست الأولى التي تستهدف قائد فيلق الرحمن، وإنما هي العملية الثالثة، حيث سبقتها عمليتان فاشلتان، لكن لم تنجح أي من العمليات الثلاث في
اغتياله بحسب أبو كمال، ولكن هذه العملية الأخيرة هي الأولى من نوعها في الغوطة الشرقية، حيث عمد الانتحاري إلى تفجير نفسه مستهدفا قيادات في الغوطة الشرقية، فيما كانت عمليات الاغتيال السابقة تنفذ بواسطة سيارات مفخخة.
وشهد فيلق الرحمن في الآونة الأخيرة انضمام العديد من الفصائل المقاتلة في الغوطة إلى صفوفه، كان أهمها انضمام كتائب أهل الشام العاملة على جبهة عربين، إضافة لألوية الحبيب المصطفى بكامل مكوناتها بالقلمون والغوطة، كما أن هناك إعلانا في الأيام القادمة عن انضمام فصيل جديد إلى الفيلق، بحسب تصريح مدير المكتب الإعلامي أبو كمال.