ألقى طيران النظام المروحي براميل تحوي
غاز الكلور السام على كل من قرى البشيرية، والجانودية في ريف
جسر الشغور مما تسبب بوفاة مدني وإصابة العشرات بحالات اختناق، وسط مخاوف من تدمير المدينة بعد تهجير السكان.
ووصف الإعلامي أحمد محمد المقيم في قرية عين السودا القريبة من جسر الشغور الوضع هناك بالمأساوي، وقال: لا يخلو سماء جسر الشغور من الطيران الحربي أو المروحي على حد سواء، ففي كل ساعة هناك غارة على إحدى بلدات المنطقة.
وأكد أحمد محمد لـ "
عربي 21" أنه في أولى ساعات صباح الخميس حلق الطيران المروحي على ارتفاع منخفض وألقى عدة براميل، ولم يسمع لها أي صوت انفجار، وأضاف: سمعنا عبر أجهزة اللاسلكي نداء استغاثة من قرية الجانودية ليلا ينادي: "يا إسعاف يا إسعاف الجانودية انضربت بغازات سامة"، وانقطع الاتصال بعدها.
وأكد الناشط هاشم العبد الله أن استهداف المنطقة بالغازات السامة أودى بحياة مدني واحد، فيما أصيب 14 شخصا بحالات اختناق في القرية نفسها".
وسجل الناشط، وجود "العديد من الإصابات أيضا في قرية البشيرية القريبة، وأكد أن جميع الحالات تم نقلها إلى مستشفى القني الأقرب من هاتين القريتين.
وقال الإعلامي أحمد محمد أن هناك برميلا سقط ليلا في قريته التي تدعى عين السودا، إلا أن القرية مهجورة من السكان، ولم تحدث أية إصابة، مشيرا أن درجات الحرارة ليلا تكون منخفضة، الأمر الذي ساعد على منع انتشار الغاز السام، ولا يمكنه من التمدد مما يجعل الأضرار محدودة.
وتناقل ناشطون أنباء عن نية نظام بشار الأسد استخدام الغازات السامة خصوصا في ريف جسر الشغور بعيد تحريرها، مستندين على ذلك إلى ما سمعه العديد من النشطاء المراقبين لأجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة لقوات النظام عبر المراصد التي تنتشر في ريف اللاذقية وإدلب، عن نية مسبقة لاستخدام الكلور السام في ريف إدلب، وأكد المراقبون لتحركات طيران النظام أن الطائرات التي تنقل هذا الغاز تنطلق من مطار حماه العسكري.
هذا وتتعرض جميع القرى في ريف جسر الشغور لقصف عنيف بشكل يومي بعد تحرير المدينة، ويكثف طيران النظام غاراته على المدينة، وجميع المناطق التي نزح إليها سكان جسر الشغور.
ويستهدف النظام مدينة جسر الشغور بالصواريخ الفراغية التي تؤدي إلى تدمير أبنية كاملة، وأشار نشطاء أن هناك تغييرا كاملا في معالم المدينة، بسبب اتباع النظام لسياسة الأرض المحروقة، لكل المدن التي تخرج عن سيطرته، مؤكدين أن المدينة ستصبح ركاما إذا استمر الحال على ما هو عليه لعدة أسابيع أخرى.
وسيطرت كتائب المعارضة -المنضوية ضمن غرفة عمليات "
جيش الفتح"- على مدينة جسر الشغور بشكل كامل، قبل أيام، فيما تحاصر مجموعة كبيرة من عناصر النظام بينهم ضباط برتب عالية -لم يتمكنوا من الهروب من المدينة- وتحصنوا داخل المشفى الوطني الذي اتخذته قوات النظام ثكنة عسكرية لعملياتها قبيل تحرير المدينة.