عندما تسمعه يقول: "عندي شك أنه قتل"، ومن ثم بعد لحظات، وفي الجلسة ذاتها، يؤكد بقوله: "قطعا مات قهرا"، فإن ذلك يصيب المستمع بحالة من الحيرة والتيه، في ظل اختلاف الرأي والاستنتاج الذي لا يفصل بينهما سوى ثوان معدودة.
فرجل الأعمال
المصري حسين
سالم، وفي مقابلة تلفزيونية مع برنامج "العاشرة مساء" الذي يعرض على قناة دريم الفضائية، ويقدمه الإعلامي المصري وائل الأبراشي، رأى أن اللواء عمر
سليمان مدير المخابرات المصرية الراحل "مات قهرا" و "مات قتلا".
الذي زاد الطين بلة، أن سالم وجه أصابع الاتهام بـ "قتل" سليمان -هذا إن كان قد قتل ولم يمت قهرا- إلى جماعة
الإخوان المسلمين، قائلا: "كل المصايب من الإخوان"، حسب تعبيره.
الإعلامي الأبراشي، الذي فيما يبدو لم يقتنع بكلام سالم، سأله: "هل يمكن أن يصل الأمر بالإخوان أن يقتلوا اللواء عمر سليمان؟ فرد عليه سالم: "ما هم قتلوا السادات وهو رئيس دولة"، على حد زعمه.
ووصف رجل الأعمال حسين سالم اللواء عمر سليمان بأنه "رجل محترم، وكانت دماغه تملأ الغرفة، كان رجلا فذا"، مشددا على أنه "حزن لوفاته"، مبينا أنه اتصل به مرة واحدة وهو في إسبانيا.
يذكر أن حسين سالم ولد في 11 نوفمبر عام 1933، وهو رجل أعمال مصري – إسباني، له استثمارات في مجالات السياحة والطاقة، وشريك في ملكية شركة غاز شرق المتوسط المصرية (EMG)، وحليف ومستشار للرئيس السابق حسني مبارك.
لعب حسين سالم دورا رئيسيا في اتفاقية تصدير الغاز المصري لإسرائيل من خلال شركة غاز شرق المتوسط التي يمتلك نصيبا كبيرا فيها.
طلب القبض عليه من قبل الإنتربول الدولي لاتهامه في قضايا فساد في مصر.
ألقي القبض عليه يوم 16 يونيو 2011 من قبل الإنتربول الدولي في إسبانيا، ثم تم الإفراج عنه بعد يومين بكفالة تقدر بـ 27 مليون يورو بعد تجميد جميع أصوله وأرصدت! ولم يعرف حتى الآن ماذا إذا كان سيتم نقله إلى مصر أم لا.
وصف حسين سالم في عهد مبارك بأنه "واحد من أكثر رجال الأعمال سرية في مصر، كما وصف بإمبراطور الأعمال، وكان من أقرب المقربين لمبارك.
وعرف عنه أيضا أنه الأب الروحي لمدينة شرم الشيخ حيث إنه أول من استثمر فيها منذ عام 1982، وهو يعَدّ مالك خليج نعمة بالكامل، بالإضافة إلى أنه يمتلك عدة منتجعات منها منتجع «موفنبيك جولى فيل» في مدينة شرم الشيخ أكبر المنتجعات السياحية في هذه المنطقة.
اعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية القبض على رجل الأعمال حسين سالم، بمثابة أقوى الضربات التي تلقاها الرئيس السابق مبارك منذ إطاحة الثورة المصرية بنظامه، وسقوط أقوى رجال حكمه الواحد تلو الآخر، مؤكدة أن سقوط حسين سالم، يضع مبارك في وضع أكثر حرجا، نظرا للاتهامات الموجهة ضده بالاشتراك مع صديقه المقرب حسين سالم في قضايا فساد مالي وإهدار لأموال الدولة، بجانب اشتراكه في تصدير الغاز المصري لإسرائيل بأسعار منخفضة، وفقا للاتهامات الموجهة لمبارك. و قد اعترفت إسرائيل مؤخرا بأن حسين سالم يحمل جنسيتها.
يشار إلى أن حسين سالم، ونجله خالد، وابنته ماجدة، خضعوا للمحاكمة غيابيا، حيث يقيمون خارج مصر منذ مطلع العام 2011.