أنهت كتائب القسام، دورة تدريبية لتخريج 500 فتى فلسطيني في "مخيمات
طلائع التحرير" في مخيم البريج وسط قطاع
غزة، تزامنا مع تزايد التوتر على حدود غزة، بسبب تصاعد أنشطة
المقاومة.
واصطف مئات الفتية في طوابير منتظمة على أنقاض ما بقي من موقع "مقبولة" العسكري شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، إيذانا بمراسم تخريجهم الذي استمر أسبوعين ضمن مخيمات طلائع التحرير، الذي أقامتها كتائب الشهيد عز الدين القسام.
ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية، في تقرير نشرته الجمعة، أن المخيم احتضن نحو 500 فتى تتراوح أعمارهم من 15-20 عاما.
وقالت وكالة "صفا"، في التقرير الذي اطلعت عليه صحيفة "
عربي21"، عن نضال أبو عرب (16 عاما) أنه "التحق بالمخيم بعد استشهاد عمه في مهمة جهادية خلال العدوان
الإسرائيلي على غزة الصيف الماضي".
وأضاف، "أنا فخور بالانتماء لهذا المخيم، فمنه سأكسب جرأة وشجاعة وثقة بالنفس وقدرة على التعامل مع جميع المواقف، كما سأتدرب على استخدام الكلاشنكوف".
وأوضح لقد "تعلمت خلال مشاركتي في مخيم (طلائع التحرير) التعامل مع السلاح وأوضاع الرماية المختلفة، وكذلك اقتحام المواقع والمشاة ومبادئ الإسعاف الأولي ودورات سياسية وإدارية مختلفة".
وأعلن أبو عرب عن رغبته "أن يكون مدربا عسكريا وقناصا لجنود الاحتلال، امتثالا بعمه الشهيد، وكي يتخرج على يديه أجيال تكون قادرة على تحرير جميع الأرض الفلسطينية".
ورد أبو عرب أن "تشجيع أهله وحثهم له على ضرورة المشاركة بهذا المخيم وحبه للاقتداء بعمه الشهيد، هو سبب مجيئه اليوم للتخرج من هذا المخيم".
وقال مسؤول ومنسق المخيمات بالمنطقة، جمال الهندي، إن "الهدف الأساسي وراء إقامة المخيم هو زرع المقاومة في قلب كل فلسطيني، وتثبيت حقوقنا المشروعة واستردادها عبر فوهات البنادق من الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد الهندي أن "هذه المخيمات عبارة عن مشروع مفتوح يمكن إعادة إقامتها وفتح المجال للجيل القادم لاستيعاب عدد أكبر من الذي تخرج هذا العام، مع الاستفادة من الأخطاء التي وقعت في المخيمات الماضية".
وسجل، أن "فلسطين هي رأس الحربة لهذه الأمة، وعليها أن تحافظ على رأس حربتها حتى يتم التخلص من كل النزاعات الحاصلة، وتحرير كامل تراب فلسطين والمقدسات العربية من أيدي المحتلين والمستبدين".
وقدم فتيان "طلائع التحرير" خلال حفل التخريج عروضا جريئة في الإنزال، والزحف، ووضعيات الرماية، وكيفية التعامل مع الحرائق المختلفة، والإسعاف الأولية، عروضا للمهارات الخاصة، والمسير العسكري.
وفي إحدى زوايا ساحة التدريب، علت تكبيرات الحضور وأناشيد المقاومة التي اشتهرت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير في الحفل الذي كان واضحا تفاعل المواطنين مع عروض هؤلاء الفتية.
وأكدت كتائب القسام في كلمة لها خلال الحفل على "استمرارها بدعم هذه المخيمات وتربية الجيل القادم على التمسك بالحقوق المشروعة وعدم التفريط بها، والثبات على مشروع المقاومة كخيار أسمى لإرجاع الحقوق المسلوبة".
وقال الناطق باسم القسام في مخيم البريج: "إن هذا المشروع كان تفاؤلا من قيادة القسام بأن يخرج جيلا قادرا على التمرس على جميع التدريبات العسكرية وحمل لواء المقاومة فكرا وعقيدة".
وشدد أن "الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تغير فكر أبناء الجيل، ليحرفه عن الطريق السليم طريق المقاومة،" ونقول له اليوم أننا غيرنا فكر أبناء الجيل لقتالكم ولدحركم عن الأرض الفلسطينية".
وأكد القسام في كلمته على أن "البنادق بكل ألوانها موحدة ومشروعة بوجه الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يفرق بين أحد خلال إجرامه بقتله للفلسطينيين، مشددًا على أن هذه الفعاليات تقهر الاحتلال من خلال إقامتها بالقرب من مستوطناته على الحدود معه شرق القطاع".
تخريج هذا الفوج من طلائع التحرير، جاء بعد أن اختار الجناح المسلح لحركة
حماس كتائب القسام أحد مواقعه العسكرية القريبة من الحدود مع إسرائيل، التي أعاد تشييدها بعد انقضاء الحرب الأخيرة على غزة بشكل علني هذه المرة لإجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية أمام نظر قادة جيش الاحتلال.
وجاءت المناورة المسلحة بعد يومين من استهداف قوات الاحتلال بالمدفعية لمواقع تدريب للقسام، قريبة من الحدود بعد زعمها قيام مسلحين من غزة من خارج حماس بإطلاق صاروخ على إحدى بلداتها الحدودية.