أصابت الضربات الجوية التي تقودها
السعودية خمس محافظات يمنية، فيما استعر القتال في مدينة عدن الجنوبية، الأربعاء، وقالت مصادر في المنطقة إن المملكة تدرب وتسلح رجال قبائل لقتال جماعة
الحوثيين المتحالفة مع
إيران.
وقال سكان إن دبابات وقناصة المتمردين الحوثيين قتلوا 12 مدنيا على الأقل في عدن أثناء تقدمهم نحو وسط المدينة، وأسقط التحالف الذي تقوده السعودية أسلحة من الجو على المقاتلين المناهضين للحوثيين في مدينة تعز.
وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في أيلول/ سبتمبر الماضي، وطالبوا بتشكيل حكومة أكثر شمولا واجتاحوا الجنوب، ما أثار مخاوف السعودية وحلفائها من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة.
ودعمت الضربات الجوية من التحالف العربي على مدى الشهر الماضي المقاتلين المحليين الذي يحاربون الحوثيين الشيعة في عدن وفي أنحاء البلاد.
وهزت الاشتباكات العنيفة حي خور مكسر في عدن، الذي يعدّ المانع الرئيسي أمام تقدم الحوثيين. وهربت عشرات الأسر من المنطقة الأربعاء.
وقال أحد السكان، ويدعى علي محمد يحيى: "على العالم والتحالف والأمم المتحدة التدخل فورا لإنقاذ حينا الذي أصبح فعلا منطقة كوارث بعد هذا القصف العشوائي."
وعلى بعد نحو 200 كيلومتر إلى الشمال، أسقطت طائرات التحالف أسلحة من الجو لرجال قبائل ومسلحين إسلاميين يقاتلون الحوثيين في مدينة تعز.
وانهارت المحادثات بين الحوثيين والرئيس عبد ربه منصور هادي الذي غادر البلاد في أوائل نيسان/ أبريل، وتسود الفوضى منذ ذلك الحين مع تقدم الحوثيين في الجنوب.
وقالت مصادر في المنطقة إن السعودية دربت رجال قبائل مسلحين يمنيين للقتال ضد الحوثيين، في علامة على مشاركتها المتزايدة في الحرب البرية بعد شهر من العمليات الجوية.
وقال مصدر يمني مسؤول إنه تم نشر 300 مقاتل قبلي تلقوا تدريبا عبر حدود
اليمن مع المملكة، عادوا هذا الأسبوع إلى وطنهم في منطقة صرواح وسط محافظة مأرب، وحققوا مكاسب ضد الحوثيين.
وقال مصدر عسكري مطلع على الأمر، مقره الدوحة: "لا يمكن كسب حرب ضد الحوثيين من الجو، تحتاج إلى إرسال قوات برية، لكن، يوجد الآن برنامج لتدريب مقاتلين قبليين على الحدود."
ورغم أسابيع من القصف، تمكن الحوثيون من الاحتفاظ بموقعهم القوي في جبهات القتال في أنحاء اليمن، التي لم تتغير كثيرا، كما لم يحدث تقدم واضح لإجراء محادثات سلام.
وقال المتحدث الرسمي اليمني، راجح بادي، إن الحكومة الموجودة في المنفى بالرياض ستطلب الانضمام لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعمان.
وأضاف: "سنتقدم بخطة في السعودية الشهر المقبل تعد اليمن للانضمام لمجلس التعاون الخليجي."
ويقيم مسؤولون من الحكومة المدعومة من السعودية في الرياض، وليس لهم نفوذ يذكر على الأرض في اليمن.
وكان اليمن، وهو الجمهورية الوحيدة في شبه الجزيرة العربية على مدى عقود عديدة، على هامش صناعة القرار في المنطقة، لكن هذا الإجراء ربما يربط مستقبله على نحو أوثق بجيرانه الأكثر ثراء.
ويشهد اليمن، الذي يعاني من الفقر حتى قبل الحرب، كارثة إنسانية، حيث نزح 300 ألف شخص، نتيجة للصراع، وهناك 12 مليون شخص يعانون من نقص الغذاء.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن 1244 شخصا قتلوا، وإن 5044 جرحوا في اليمن في الشهر الماضي.