قالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية إن الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا توصلتا إلى أن دعم نظام الرئيس عبد الفتاح
السيسي في
مصر هو شر لا بد منه في المنطقة التي تعرف اضطرابا كبيرا.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها المنشورة على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين بعنوان "السراب المصري"، إن قبول الماريشال السابق عبد الفتاح السيسي من طرف أوربا وأمريكا يتنامى خلال الأشهر الأخيرة وذلك على الرغم من حملته الوحشية ضد المعارضة وتجاوزات محاكمه، التي حكمت أخيرا بعشرين عاما سجنا في حق الرئيس الإسلامي السابق
محمد مرسي، في واحدة من عدة قضايا قد يواجه فيها عقوبة الإعدام.
وتقول "إلباييس" في افتتاحيتها التي اطلعت عليها "عربي 21" إن وسام الحسم جاء من الرئيس الأمريكي باراكا أوباما الذي ختم في هذا الشهر على مصالحته مع الديكتاتور المصري، إذ أن واشنطن لن تستأنف فقط مبيعاتها من الأسلحة إلى القاهرة (الطائرات، الدبابات والصواريخ)، وهي المبيعات التي توقفت منذ أن أطاح جيش السيسي بمرسي قبل سنتين، بل أبقت أيضا على منحة 1300 مليون دولار سنويا في شكل مساعدة عسكرية، وكل ذلك دون أن تتوافق مصر مع أي مظهر من مظاهر احترام الحقوق الأساسية والمؤسسات الديمقراطية.
وتبين الصحيفة أن إعادة تأهيل السيسي يمثل عودة إلى المذهب الذي يقايض الديكتاتورية بالاستقرار، في معادلة تتجاهل عمدا كيف يغذي الاستبداد الفكر الجهادي في العالم ككل. وتضيف أن الرئيس المصري يقدم نفسه باعتباره "مرساة" في منطقة تشهد فيها دول مثل العراق وسوريا وليبيا تفككا، بينما تراجع الغرب إلى منطقة الضمير الحي حيث بزغ قبول جرائم الحرب السورية التي يرتكبها بشار الأسد باعتبارها أهون الشرين.
وترى الافتتاحية أن هذه السياسة ليست ساخرة فقط، بل هي أيضا خطيرة. فمصر لا غنى عنها كحليف ضد الأصولية الإسلامية، لكن السيسي لم يظهر أدنى نية لتحرير بلده. فالمجتمع المدني تضاءل أو اختفى، والمعلومة يتم السيطرة عليها بإحكام والقضاء هو مجرد امتداد للقوة العسكرية. كما أن القمع الذي يضرب خصوصا الإسلاميين الذين تم تجريمهم، بدأ يطال أيضا الليبراليين ويتجلى في السجون المكتظة وأحكام الإعدام المتسلسلة الصادرة عن المحاكم تعسفية.
وخلصت الصحيفة إلى أن "في هذه الممارسات عودة إلى أحلك أيام مبارك، وبالتالي فالاستقرار الذي تبيعه القاهرة للعالم هو مجرد وهم وسراب"، وتؤكد على أن "مصر السيسي ستكون أكثر قوة وثقة إذا استقر فيها سيادة القانون، وإذا تم تشجيع سياسات لتعبئة طاقةوتطلعات الفئة العريضة من ساكنتها الشابة، بدلا من تعزيز القوة الاقتصادية للجنرالات وإفلات القوات المسلحة وعناصر الأمن من العقاب".