صحافة عربية

الإعلام المصري يحتفي بوقف "عاصفة الحزم"

حذر إعلاميون وعسكريون ومراقبون مصر من الدخول في حرب برية باليمن - أرشيفية
احتفى الإعلام المصري بوقف عملية "عاصفة الحزم" ضد الميليشيات الحوثية في اليمن، وأفرد مساحات واسعة لاستطلاع آراء المحللين السياسيين والعسكريين، الذين رحبوا بالقرار، مؤكدين أنه جنب مصر ارتباكا سياسيا لا تحتمله، كما جنيها التورط في المأزق اليمني، في وقت روج فيه هذا الإعلام لوقف قريب لإطلاق النار في اليمن.
 
فقد نقلت صحيفة "الشروق" (المقربة من السيسي)، الأربعاء، عن مصادر دبلوماسية مصرية وعربية تأكيدها أن هناك جهودا مكثفة تجري على مدى الساعة سياسيا لإعلان وقف إطلاق النار خلال الأيام القليلة المقبلة باليمن.
 
وقالت المصادر الدبلوماسية المصرية والعربية -بحسب "الشروق"- إن هناك جملة مطالب سياسية وأمنية يجري التفاهم حولها حاليا بغية التوصل لتسوية مبدئية يتم بمقتضاها اتخاذ خطوات تدريجية لإنهاء الأزمة بإعادة صياغة تشكيلة الحكم إلى جانب ترتيبات أمنية تستريح إليها السعودية.
 
وقال دبلوماسي مصري -وفق الصحيفة- إن القاهرة تتواصل مع جميع الأطراف بغية التوصل لوضع مستقر بصورة مستديمة في اليمن، يضمن التوصل إلى وقف إطلاق نار، يصب في رغبة مصر في التفادي في الدخول في عملية برية في اليمن.
 
وقال أحد المصادر -وفق "الشروق"- لم يتحدد ما إذا كان الوقف المنتظر لإطلاق النار سيكون مؤقتا، ولأغراض إنسانية، أو تمهيدا لبدء مباحثات موسعة، لإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن.
 
وفي السياق نفسه، نقلت "اليوم السابع" عن مصدر عربي، الأربعاء، قوله إنه سيتم خلال ساعات الإعلان عن وقف إطلاق النار في اليمن بين الحوثيين وأنصار الرئيس عبد ربه هادي منصور، مشيرا إلى أنه سيخرج بيان من السعودية، التي تستضيف الرئيس اليمني منصور منذ بدء الأزمة بهذا الاتفاق استعدادا لبدء الحديث عن تسويه سياسية.
 
وكشف المصدر -بحسب "الصحيفة"- عن أن القاهرة شهدت على مدار اليومين الماضيين تحركات ومباحثات قادها أبو بكر القربي القيادي في حزب "المؤتمر الشعب العام" الذى يترأسه الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، مع المسؤولين في مصر بوزارة الخارجية، حول مبادرة قام بطرحها على عدد من الأطراف.
 
ومن جهته، رأى الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد أن فرصة تسوية الأزمة اليمنية تتزايد، وأن الضغوط الدولية تتكاثر من أجل إقناع كل الأطراف اليمنية بقبول التسوية السلمية، خاصة من الرؤساء: السيسي وأوباما وبوتين والرئيس الصيني جين شي، الذين يوافقون جميعا على صرورة إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، بما يزيد من الآمال في إمكان تجنب حرب برية.
 
وأشار مكرم -في عموده اليومي بجريدة الأهرام الأربعاء، تحت عنوان: "تزايد فرصة تسوية الأزمة اليمنية"- إلى أن تنظيم "القاعدة" يكاد يكون المستفيد الأكبر في هذه الحرب بعد أن نجح في توسيع نفوذه، والاستيلاء على مدينة المكلا عاصمة حضرموت، وتعزيز وجوده في مناطق أبين والبيضاء، وعدد من ولايات الجنوب، على حد قوله.
 
ومن جانبه، عبر عضو حزب المصريين الأحرار، حازم عبد العظيم، عن الموقف المصري المرحب بقرار وقف "عاصفة الحزم"، بتدوينة له في موقع التغريدات "تويتر"، مساء الثلاثاء، أبرزها الإعلام المصري، وقال فيها: "انتهاء العملية خبر جيد.. جنبنا إشكاليات وتعقيدات كانت ستؤدي لارتباك سياسي"، مشيرا إلى أن "الوضع لا يحتمل".
 
وأعرب عضو ائتلاف شباب الثورة، شادي الغزالي حرب، عن أمله في أن يكون لرفض مصر للتدخل البري في اليمن دور في وقف عمليات "عاصفة الحزم".
 
وقال -في تغريدة له في "تويتر"، الثلاثاء: "أتمنى أن يكون لرفض مصر للتدخل البري دور في وقف عاصفة الحزم، وأتمنى أكتر إن ده استجابة لرأي عام قال: لا لتدخل مصر البري في اليمن.. نهنئ أنفسنا".
 
ومن جهتها، تساءلت صحيفة "الوطن": هل انتهى الصراع في اليمن بانتهاء "عاصفة الحزم"؟
 
ونقلت الصحيفة عن الخبير المصري في الشأن اليمني، محمود الطاهر، قوله إن الحوثيين ما زالوا يسيطرون على أغلب الأجزاء في اليمن على الأرض، وإن المبادرات التي تم تقديمها تلعب الآن دورا في حل الصراع، ما يعني أن الصراع في اليمن لم ينته بانتهاء "عاصفة الحزم".
 
ونقلت "اليوم السابع" عن خبراء عسكريين ودبلوماسيين، تأكيدهم أن انتهاء عملية "عاصفة الحزم"، جاء بعد تحقيق العملية العسكرية لجميع أهدافها، ليكون توقف العمليات بداية للحوار السياسي، مشيرين إلى أن المعركة ستجبر الحوثيين على الجلوس في مائدة الحوار، تمهيدا لبناء اليمن من جديد، وإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لصنعاء.
 
وقال رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية الأسبق، اللواء عبد المنعم سعيد، إن عملية إعادة الأمل التي أعلن عن بدئها بعد الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية عاصفة الحزم، هي عملية سياسية تفتح الباب للتفاوض مع الحوثيين، وإنهاء الخلاف.
 
وأكد أنه حان الوقت للتفاوض السياسي حول حل الأزمة مع الحوثيين، مضيفا أن توقيت إنهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية يؤكد أن هناك مجالا للتفاوض، وأن العملية آتت ثمارها العسكرية التي أعدت لها.
 
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، إن وقف معركة عاصفة الحزم هو بداية لبدء حوار سياسي بين جميع أطراف الصراع في اليمن، موضحا أن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لحل أزمة اليمن بشكل كامل.
 
وكانت وزارة الخارجية المصرية أصدرت بيانا مساء الثلاثاء، أبرزه الإعلام المصري، جاء فيه إنه بعد إعلان تحالف دول "عاصفة الحزم" انتهاء العملية، وبدء عملية "إعادة الأمل"، فإن مصر تؤكد ضرورة تنفيذ كافة بنود قرار مجلس الأمن رقم 2216، التي تتضمن تأكيد وحدة اليمن، وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعوة كل الأطراف للامتناع عن اتخاذ أي تدابير من شأنها تقويض وحدة اليمن.