عشرة شهور قضاها الرئيس
المصري بعد
الانقلاب عبدالفتاح
السيسي في الحكم حتى الآن، كانت كفيلة بأن ينقلب عليه عدد من أبرز
الكتاب الذين مهدوا الطريق للانقلاب على أول رئيس مدني منتخب، وظلوا متحمسين لقائد الانقلاب السيسي ،على الرغم من الجهود المضنية التي تبذلها إدارته، في محاولة تدجين هؤلاء الكتاب، لكنهم باتوا اليوم من أكثر منتقديه، بل وحذروه من مغبة استمرار ما اعتبروه فوضى، وسوء إدارة تعاني منها البلاد تحت حكمه.
الأسواني: أنت تُدمر تحالف 30 يونيو
أول هؤلاء الكتاب هو الروائي والكاتب الدكتور علاء الأسواني، الذي قال في أحدث مقطع فيديو له، تداوله عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الأسبوع، إنه لا يستطيع الوقوف في صف الرئيس عبدالفتاح السيسي، متهما إياه بـ"تدمير تحالف 30 يونيو".
ووجه الأسواني حديثه للسيسي، بالقول: "كيف تنادي باصطفاف وطني، وأنت تُدمر تحالف 30 يونيو؟، كيف أطلب من ناس أولادها في السجون تحت قانون غير دستوري بالاصطفاف مع نظام ألقى بأولادهم في السجون؟".
وتابع: "تنادي بالاصطفاف الوطني، وأنت تسير على سياسيات تكسر هذا الاصطفاف، لا يوجد اصطفاف وطني دون وجود عدالة".
واستكمل: "بتطلب اصطفاف وطني، والإعلام الأمني بينسف هذا الاصطفاف، رئيس الجمهورية بيقعد المخبرين جانبه، يعني هو راضي عن الأداء الإعلامي دا ولا لأ، ناس بتشتم بالأب والأم، وبتشتم حكام دول بغض النظر عن الخلافات السياسية".
عيسى: أداؤك ليس ديمقراطيا
ثاني الكتاب هو إبراهيم عيسى، الذي قال -خلال برنامجه "25/30"، على فضائية "أون تي في"، مساء الأحد- إن الرئيس عبدالفتاح السيسي "مُصر على استخدام تعبير إنتوا استدعتوني، وهذا لا يصلح بعد أن أصبح رئيسا، وأداؤه ليس ديمقراطيا".
ووجه عيسى حديثه للسيسي قائلا: "من الآن فصاعدا، لازم تدرك أن حالة التفويض والاستدعاء انتهت، أنت أصبحت رئيسا بنسبة 97%، إنما كلامك يوحي بأنك جاي غصب عنك، والحالة دي في الشغل تختلف عن الحالة، وانت رئيس ديمقراطي".
وتابع: "إنت المفروض طول الوقت تحت الرقابة والمحاسبة من الشعب المصري، والبرلمان، إنما جملة مش إنتوا استدعتوني ،وأدوني فرصة.. لا تتماشى مع الأداء الديمقراطي"، وفق قوله.
الهواري: بوصلتك مفقودة وموازينك مختلة
أنور الهواري الكاتب الصحفي بجريدة "المصري اليوم"، كتب بالجريدة مقالا تحت عنوان: "البوصلة مفقودة" قائلا إن البوصلة مفقودة، وهذا يفسر هذه الموجة الجديدة من الفوضى، فوضى في كل شيء، تكشفُ عن قدر هائل من العشوائية السياسية، ومن الترهل الإداري.
واستطرد: فيما سبق كان البلد يستطيع أن يتحمل عشر سنوات من الفوضى 2002 إلى 2012، أما الآن -وبعد كل ما جرى من أمل، ثم خيبة أمل، ثم أمل، ثم خيبة أمل- فإن أعصاب البلد لا تتحمل عشرة شهور فقط من هذه الفوضى الجديدة.
واختتم مقاله بالقول: "الفوضى تكون في أواخر الحقب، وليس في أوائلها، أعصاب البلد -فيما مضى- كانت تتحمل عشر سنوات من الفوضى، أما الآن: فإن أعصاب الناس لن تتحمل هذه الفوضى أكثر من عشرة أشهر".
وفي مقاله بالجريدة نفسها، الإثنين، بعنوان: "عندما تختل الموازين"، قال الهواري: "معركةٌ بين الداخلية والصحافة. معركةٌ بين النيابة والشرطة. معركةٌ بين الشرطة المدنية والشرطة العسكرية، معركةٌ بين الأزهر ومُعارضيه".
وأضاف الهواري: جهازُ الحكم بجناحيه -الرئاسة والحكومة- يديرُ البلد بطريقة عشوائية تغيب عنها خصائصُ المُحترفين. فلم يحدث أن تصدى الحكام الجدد لأي ملف من الملفات الصعبة بصورة فيها أي قدر من الجدية المطلوبة: إصلاح الشرطة، إصلاح التعليم، إصلاح السكة الحديد، إصلاح شبكة الطرق، إصلاح منظومة العلاج.. استغنى الحكامُ الجدد عن فضائل التخطيط، واخترعوا تقاليد القفز والتنطيط من شارع إلى شارع، دون جدوى أو عائد، إلا الإيحاء بأن الحكومة تعمل، وتختلط بالناس، ولا تنفصل عنهم.
واستطرد: ليس من العقل أو الحكمة: إعفاء رئيس الحكومة ورئيس الدولة من المسؤولية عما تدهورت إليه الأحوال في كل مؤسسات الدولة -وليس الداخلية وحدها- ثم ننطلق لتأكل المؤسسات لحم بعضها، وتمزق هدوم بعضها، وتُفرّج الناس على بعضها، ثم نُشارك في إبراء ذمة رئيس الحكومة ورئيس الدولة من تقصير كبير، هما -بالأساس- المسؤولان عنه.
وتابع: هذه الحربُ بين المؤسسات هى نتاجُ ما يقرب من عامين، من عشوائية الحكم والإدارة بعد 30 يونيو، وفي ظل هذا الفراغ يتفكك ما بقى من مؤسسات الدولة، ومن علامات هذا التفكك: أن تصطدم المؤسساتُ بعضها في بعض، مسلسل من التخبيط والتطقيش والتخبط، لا يحدث إلا في فترات الضعف والانحلال في تاريخ الدول.
واختتم الهواري مقاله بالقول: "آخرُ الكلام: تخلد مُبارك في السلطة حتى أدركه العجز، ووصل الإخوانُ إلى السلطة فأدركهم الغرور، ووصلت 30 يونيو إلى السلطة فأدركها عجزُ مُبارك، وغرور الإخوان، وقد انعكس العجزُ والغرور -بالسلب- على أداء كل مؤسسات الدولة، وليست الداخلية وحدها"، وفق قوله.
محمود مسلم: غياب سيادة القانون
رئيس تحرير "المصري اليوم"، محمود مسلم، المقرب من نظام السيسي، قال أيضا، في مقاله بجريدة: "موجات الأمل.. ويوميات الإحباط": "لا يمكن تفسير أزمة ضابط الجيش وأمين الشرطة، وقبلها واقعة ضبط الداخلية وكيل نيابة في وضع مخل، وما ترتب عليها من تراشق، إلا بأن رسالة سيادة القانون لم تصل بعد إلى مؤسسات الدولة ومواطنيها، رغم مرور حوالي 10 أشهر على ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسي".
وتابع مسلم: "إذا كان الرئيس قد أعلن أن تثبيت الدولة هو أهم أهدافه، فإن الواقع يكشف أن هذا التثبيت إذا تم على نفس الأسس القديمة من الترهل والفساد والمحسوبية وعدم الكفاءة فإننا نضع بذرة انهيار وسقوط الدولة مرة أخرى".
وأضاف مسلم: "لا توجد حتى الآن إشارات قوية بأن دولة سيادة القانون قد بدأت، ولا يلمح أحد أن هناك منظومة تنسق، وتتناغم من أجل تحقيق التقدم.. ولا أعرف: هل الرئيس يعلم ماذا يفعل المحافظون والوزراء؟
واختتم مقاله بالقول: "على الصعيد الداخلى تتراكم يوميات الإحباط ما بين فشل أمني ذريع في مواجهة هجمات الإرهاب المتلاحقة، وحتى الآن لم تظهر كرامات وزير الداخلية الجديد، وعجز تشريعي في إتمام قانون الانتخابات، وتراجع أداء الجهاز الإداري، بالإضافة إلى أزمات المؤسسات، والأهم غياب مفهوم سيادة القانون حتى الآن".
معتز بالله: ما معنى «اصطفاف» السيسي؟
الدكتور معتز بالله عبد الفتاح -الذي طالما أعلن تأييده للسيسي وبرر كل إجراءته- كتب مقالا الثلاثاء بجريدة الوطن بعنوان: ما معنى «اصطفاف» السيسى؟، قال فيه: "قال الرئيس السيسى أكثر من مرة إنه يريد أن نعيش حالة من «الاصطفاف الوطني» من أجل مصلحة البلد.
وتابع معتز بالله: الاصطفاف الوطني يكون في الدول البرلمانية بصيغة واضحة للغاية، وهي تشكيل حكومات وحدة وطنية.. الاصطفاف الوطني في المجتمع الديمقراطي ينبغى أن يتكون من شقين: «أزمة»، و«رؤية».
وأضاف: ما يحدث في مصر له شقان: هناك أزمة، الكل يتجاهلها.. شعب أغلبه فقير تحكمه حكومة تتصرف، وكأنه شعب غني مخبي الفلوس.
واستطرد: هناك رأي يتبناه المسئول الفلاني دون أن نعرف هل هذا «الرأي» جزء من «رؤية» أم هو رد فعل لحظى على مأزق ما.. الاصطفاف يقتضي شعورا يقينيا بالأزمة، ويقتضي تلاحما وطنيا حول رؤية.
واختتم مقاله بالسخرية قائلا: "لما نوقن أن فيه أزمة، ولما نعرف الرؤية، هنبقى نصطف.. قولوا يا رب".