تنظيم الدولة للمسيحيين: الإسلام أو الجزية أو الحرب (صور)
لندن - عربي2119-Apr-1501:29 PM
شارك
نحو 30 إثيوبيا أعدمهم تنظيم الدولة في التسجيل الذي بثه - يوتيوب
بث تنظيم الدولة إصدارا جديدا بعنوان "حتى تأتيهم البينة"، وجه فيه رسالة إلى المسيحيين في الدول التي يسيطر عليها التنظيم، حذرهم فيها من محاربته وعدم التزامهم بدفع الجزية.
وختم الإصدار بعملية إعدام للعشرات من الإثيوبيين ممن وصفهم التنظيم بـ"عناصر الكنيسة الإثيوبية المحاربة"، في منطقتين: بفزان وسط ليبيا بإطلاق النار على رؤوسهم، وعلى ساحل مناطق برقة على البحر الأبيض المتوسط بقطع رؤوسهم كما جرى مع المصريين الأقباط في شباط/ فبراير 2015.
واستعرض الإصدار الذي وصلت مدته إلى نحو نصف ساعة تاريخ نشوء الديانة المسيحية و"تحريف الإنجيل والكنائس التي انشطرت نتيجة الصراعات والخلافات الدينية بينها"، وصولا إلى ظهور الدين الإسلامي وما نتج عنه من أحكام بحق المسيحيين.
وظهر في الإصدار عدد من المسيحيين من مدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم، وسعى إلى إظهار أنهم يعيشون حياة طبيعية في ظل دفعهم للجزية وعدم قبولهم للدخول في الإسلام أو اختيار محاربة الدولة.
وتحدث المسؤول الشرعي في التنظيم والمنشق عن تنظيم القاعدة في أفغانستان أبو مالك أنس النشوان، عن أن "تهجير نصارى الموصل كان بسبب رفضهم الاجتماع بالدولة والدخول في عقد يعصم دماءهم وأموالهم"، على حد قوله.
وأضاف أنهم "لاقوا مصيرهم بسبب رفضهم، وهو ما لم يحصل مع نصارى الرقة الذي اختاروا دفع الجزية ليعصموا دماءهم وأموالهم".
وظهر في التسجيل مشاهد لتحطيم عناصر تنظيم الدولة كنائس المسيحيين في الموصل وإزالة معالمها من الصلبان والتماثيل، واعتبارها أملاكا لـ"الدولة".
وتعتذر "عربي21" عن نشر التسجيل لاعتبارات قانونية وإنسانية، نظرا لما احتواه في نهايته من مشاهد ذبح بشعة.
أثيوبيا وليبيا تدينان
هذا، وأدان المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية رضوان حسين، الأحد، "الجريمة" التي ارتكبها تنظيم الدولة بحسب ما أورده مقطع مصور منسوب له يُظهر قتل وذبح عدد ممن قال إنهم مسيحيون إثيوبيون، في ليبيا.
وقال رضوان "إننا ندين هذه العملية الإجرامية التي استهدفت أناسا أبرياء سواء كانوا إثيوبيين أو غير إثيوبيين"، موضحا أنه لم يتسن لهم "التأكد من دقة ما تم نشره من قبل التنظيم الإرهابي في فزان".
وقال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية إن "الحادث يمثل عملا جبانا وجريمة في حق الإنسانية"، مضيفا أن بلاده "تجري مساعيها عبر القنوات الدبلوماسية للتأكد من صحة المعلومات"، موجها نداء إلى الرعايا الإثيوبيين بـ"مغادرة ليبيا والاتصال بأقرب بعثات دبلوماسية"، واعدا رعايا بلاده في ليبيا بـ"تقديم كل التسهيلات من أجل سلامة أرواحهم".
من جانبها، استنكرت السلطات الليبية في شرقي البلاد الحادث، معتبرة ذلك دليلا على "تغلغل الإرهاب في ليبيا".
وقال طارق الجروشي، نائب رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب المنعقد، بطبرق، شرقي ليبيا، للأناضول "نحن نستنكر قيام تنظيم داعش الإرهابي بقتل رعايا إثيوبيين في ليبيا".
نائب رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب، قال إن "ما حصل اليوم رسالة واضحة ليس لليبيا فقط بل للعالم أجمع بخطر التنظيمات المتطرفة، خاصة أن داعش هدد في هذا المقطع الذي بثه ومقاطع أخرى بالحرب على كل العالم".
أما حاتم العريبي، الناطق باسم الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الثني، فاستنكر، في تصريحات للأناضول، ما أسماه "الصمت الدولي جراء جرائم تنظيم داعش والموالية له من المليشيات المناهضة للحكومة الشرعية (في إشارة إلى حكومة الثني)"، مطالبا في ذات الوقت الليبيين كافة بـ"التوحد ضد خطر هذه الجماعات الإرهابية".
واعتبر الناطق بالسم الحكومة الليبية المؤقتة أن "رفض المجتمع الدولي رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي سبب رئيسي في حصول التنظيمات المتطرفة على الحرية في التوسع والسيطرة على أجزاء من الأراضي الليبية ضمن مخططهم لتكوين دولة إسلامية داخل الأراضي الليبية".
فيما أكد الملازم أول طارق الخراز، الناطق باسم وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المؤقتة، أنه "لم تسجل لدى الأجهزة الأمنية في شرق ليبيا أي واقعة تخص اختطاف أو اختفاء إثيوبيين داخل الأراضي الليبية".
وحمل الخراز مسؤولية أي جرائم ترتكب ضد رعايا دول مجاورة أو أجنبية داخل ليبيا للجماعات المسلحة والحكومة الموازية المسيطرة على مناطق غربي وجنوبي البلاد"، في إشارة لحكومة الإنقاذ الوطني التي شكلها المؤتمر الوطني فور عودته للانعقاد بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على مدن غربي البلاد.
ويعد أول إعلان لتنظيم الدولة لوجوده داخل الأراضي الليبية كان قبل أشهر خلال ندوة أقامها مسلحون تابعون له وكتائب أخرى موالية له بمدينة درنة، شرقي البلاد، سميت "مدوا الأيادي لبيعة البغدادي" في إشارة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وتشهد عدة مدن ليبية، أبرزها طرابلس وبنغازي (شرق)، حالة من الاضطرابات الأمنية إثر مواجهات مسلحة تدور في المدينتين على فترات بين كتائب متصارعة على النفوذ.