قارن مساعد رئيس حزب النور، نادر بكار، بين كل من عبد الفتاح السيسي ومحمد مرسي، بالقول: "مع الرئيس السيسي فيه دولة، ومع مرسي كنا نفتقد وجود دولة أصلا"!
وزعم بكار في حواره مع صحيفة "المصري اليوم" الصادرة الجمعة، أن الملفات التي حقق فيها السيسي تقدما هي الحالة الأمنية.
واتهم الإخوان بأنهم "يعملون على محاولة إسقاط الدولة ومؤسساتها، ودخول مصر في نفق الدول الرخوة الضعيفة".
وأضاف أن "حسابات قادة الإخوان تقوم على إحداث حالة «كربلائية» تشتد فيها المظلومية، فتضيع حسابات السنة التي حكم فيها مرسي، ولا تكون موجودة في التاريخ"، زاعما أنه "كانت أمامهم فرص كبيرة للتفاوض قبل فض «رابعة»، لكنهم رفضوها بعناد"، على حد قوله.
وحرض على الإخوان بالقول: "إن اعتداءات الإخوان على ممتلكات حزب النور ومقاره كثيرة جدا، وإنه لا تتم معاقبة الجاني، وإن البلاغات التي يتقدم بها الحزب في هذا الاتجاه يتم تجاهلها، وهنا علامة استفهام كبيرة جدا"، بحسب تعبيره.
وتحفظ على مصطلح "الإسلام السياسي" قائلا: "أنا متحفظ على هذا المصطلح الذى أطلقته طبقة سياسية، ويحتاج إلى مراجعة، وأنا أتحدث عن أحزاب لها مرجعية إسلامية، ومصيرها أصبح على المحك، ومن يحدد ذلك هو قبول الشارع بناء على إنجاز يتم في البرلمان المقبل، ولم يعد رفع لواء الانتماء لمرجعية إسلامية مرضيا للناس، الذين يحتاجون حل مشاكلهم، وده هو اللي هيحدد مستقبل ما سميته الإسلام السياسي".
دفاع عن المنحل.. ومهادنة مع مبارك
ودافع مساعد رئيس حزب النور، عن مشاركة أعضاء «الوطني المنحل» في الانتخابات المقبلة، فقال: "مسمى الحزب الوطني لم يعد له وجود، إنما نتحدث عن سياسيين مارسوا العمل السياسي تحت مظلة «المنحل»، والقاعدة الأساسية عندنا تقول إن أي شخص متهم بفساد أو بقتل أو بغيرها من التهم، يؤخذ الحق منه في ساحات المحاكم، وما بعد ذلك يترك للجماهير، وقلنا ذلك عقب الثورة، لأن القاعدة واضحة طالما هناك قواعد للعبة السياسية، ونحن نثق في رجاحة عقل الناخب، ولا نمنع أحدا من عمل حملات دعائية منافسة أو مضادة، لكن نريد توفير فرصة متساوية للجميع".
وحول ظهور علاء وجمال مبارك مبتسمين في عزاء والدة مصطفى بكري في حين يقبع شباب الثورة خلف السجون، قال: "القيادة السياسية الحالية عليها أن تدرك الاحتقان في أوساط الشباب من هذه الصورة، ومن هذا التناقض، وينبغي عليها أن تلاحظ أن هذا الاحتقان، ومنشأه أن 25 يناير لم تكن جريمة يعاقب عليها رموزها، وندق ناقوس الخطر لأن الشباب يمثلون نسبة كبيرة من الشعب، وأسباب هذا الاحتقان مشروعة، والهجوم الإعلامي غير المبرر على 25 يناير ويتناقض مع الدستور في نسخته المعدلة التي تنص صراحة على احترام 25 يناير، بالإضافة إلى تأكيد الرئيس في أكثر من مناسبة احترامه للثورة".
عادي مع السيسي.. وغضب مع مرسي
وفي حواره مع "المصري اليوم"، خفف بكار من تجاهل دعوة حزب النور في أولى جلسات الحوار الحكومي - الحزبي، بالقول: "«النور» ليس متفرغا لهذه المسائل، اللى إحنا شايفنها صغيرة شوية، والمهم هو إجراء الانتخابات البرلمانية".
ومجيبا عن سؤال الصحيفة: "لكن «مخيون» غضب لمجرد تأجيل كلمته أمام الرئيس (المعزول) باعتباره رئيس ثاني أكبر حزب في مصر. ألا ترى في ذلك تناقضاً؟"، قال: "الحالتان غير بعض، أن تؤجل كلمة حزب النور عن تعمد ده يوحي بالتقليل من شأن الحزب، المرة دي الحزب أخذ كلمته في الجلسة، وأخذ وقته في أن يعرض وجهة نظره".
وأبدى بكار أن "فيه ناس بتمارس الإقصاء بأبشع صوره، ضد فصيل بعينه، وسبب كبير جدا من أسباب ثورة الناس في 30 يونيو على حكم «مرسي» كان الإقصاء، ويبدو أن كثيرين لم يتعلموا من هذه الواقعة، ومصرين على ممارسة الإقصاء"، على حد زعمه.
وأضاف: "حزب النور هنا يرفض الروح الإقصائية، ويرى أنها علامة غير صحية".
وزعم أن البرلمان المقبل تأسيسي في حياة المصريين، بمعنى أنه على مدار الـ60 سنة الماضية لم يأت برلمان يعبر بشكل حقيقي عن الناس، أو عن طموحاتهم، وفق قوله.
وأضاف: "دور حزب النور في البرلمان المقبل هو دور «المايسترو» المنسق بين كل التيارات علشان لا يخرج البرلمان في صورة تنازع وتعارض، ده الدور اللى بيتمنى النور إنه يلعبه".
وحول ترشيح الحزب له ولزوجته ولحماه، قال: "أرحب بالانتقاد طالما كان موضوعيا، وغير ذلك لا ألتفت إليه، والمفروض أنني كادر سياسي طلب منى داخل الحزب أن أترشح، وزوجتي قيادة نسائية وهي دكتور صيدلانية، وحماي الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس الحزب، وعلاقتي بأسرة زوجتي من قبل الثورة، المهم أني مستغرب جدا أن بعض الطبقات في مصر غير قادرة على استيعاب إن ده انتخاب".
وتابع: "أيوه.. أنا وزوجتي وحماي مرشحون، وفي النهاية الناس هى اللي هتنتخب، إمتى يبقى من حق حضرتك الاعتراض، لما نبقى معينين من قبل الدولة، الحاجة الوحيدة اللى يحق فيها لأحد أن يعترض إن الدولة تقوم بتعييننا في البرلمان، وهنا الناس غير قادرة على التفرقة بين السخرية، والانتقاد، وبالعكس، لماذا لا نأخذ ترشحنا كعيلة واحدة نموذجا والحزب مرشح 220 على المقعد الفردي و120 على القوائم.. ما الأزمة أن نكون مرشحين؟".
لقاءات أمريكية مشروعة.. وقرارات اقتصادية شجاعة
وحول تحدث مخيون مع السيسي عن 400 سجين من أعضاء الحزب اتهموا خطأ في قضايا مرتبطة بالإخوان، قال بكار: "نعم. حدث توسع في القبض العشوائي على ناس كثيرة سواء من الثوريين أو التيار الإسلامي، وكنا كغيرنا من الأحزاب نحاول الإفراج عن اللي ملهمش علاقة بالعنف، لكني أشكك في هذا الرقم".
ودافع عن لقاءات جمعت النور بمسؤولين في السفارة الأمريكية، قائلا: "نحن ثانى أكبر حزب سياسي، ومن حقه لقاء أي دبلوماسي غربي أو شرقي، لنقل رؤيتنا التى نقولها، وينقلها الإعلام".
وحول قانون الكيانات الإرهابية، قال: "يحتاج لمراجعة متخصصة، وأخشى أن يُتخذ ذريعة لتكميم الأفواه، لأنه مينفعش أن أي حد ينتقد، ويطبق عليه قانون الإرهاب".
ووصف بكار حكومة محلب بأنها: "هى حكومة تسيير أعمال، وحتى هذه اللحظة لم أر لها رؤية سياسية أو اقتصادية واضحة المعالم، وهذا انتقاد لها".
ورأى أن ملف الحريات في مصر يدعو للقلق، لأن البعض ما زال يرى أن يظل منطق المقايضة على الحرية، يعني الحرية مقابل الأمن، وهذا المنطق يصدر دائما للبسطاء، وهذا شىء يدعو للقلق، ومرفوض، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن هناك قرارات اقتصادية كانت تحتاج لشجاعة مثل ترشيد الدعم أو خفضه، وهى مؤثرة على رجل الشارع، وآثارها لم تعالج إلى الآن.
واختتم بالقول: "أتمنى ترشيد عدد الوزارات، ومعالجة الترهل الحكومى، وغياب التنسيق بين الوزارات، ومعالجة الإسراف في التشريعات".