قال شهود عيان إن قتلى وجرحى بالعشرات سقطوا، الخميس، في كمين نصبه رجال القبائل في مديرية صرواح، بمحافظة
مأرب، شرقي
اليمن، في الوقت الذي أعلن فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال
بن عمر في بيان على صفحته الرسمية على "فيسبوك" استقالته.
وأفاد الشهود، بأن القبائل أخلت بعض المواقع لها، وتركت
الحوثيين يتوغلون جنوب شرق سوق صرواح، ونصبت كمينا لهم، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من الحوثيين على وجه الدقة.
ومنذ أيام، تخوض القبائل معارك شرسة في مديرية "صرواح"، غربي محافظة مأرب النفطية، لصد هجوم الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على مأرب.
وفي صنعاء واصلت مقاتلات تحالف"عاصفة الحزم" الذي تقوده السعودية، استهدافها لمواقع الحوثيين وقوات علي صالح في صنعاء ومدن يمنية أخرى.
وقصفت طائرات التحالف مساء الخميس معسكر ألوية الصورايخ الموالي للرئيس اليمني السابق علي صالح في منطقة فج عطان بالضاحية الغربية من العاصمة صنعاء.
وهزت انفجارات متتالية العاصمة صنعاء،عقب قصف الطيران لمعسكر تابع لقوات صالح في منطقة فج عطان المطل على المدينة من ناحية (الغرب) والذي يحتوي على مستودعات للأسلحة، وتصاعد أعمدة دخان كثيفة في سماء المنطقة والناتج عن قوة الانفجارات. وفقاً لشهود عيان
أما في الجنوب فقد أفاد مصدر عسكري أن مقاتلين قبليين استغلوا الفوضى الأمنية التي تسود اليمن للسيطرة على منصة نفطية مهمة في جنوب شرق البلاد بعد انسحاب الجنود الذين كانوا يتولون حمايتها.
وقال المصدر إن المنصة الواقعة في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت "باتت تحت السيطرة الكاملة لمقاتلين قبليين بعدما انسحبت الوحدة العسكرية التي كانت تحميها بعد الظهر دون مقاومة".
وفي تعز، تدور معارك عنيفة بين قوات اللواء 35 مدرع الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي وقوات الأمن الخاصة الموالية لعلي صالح من جهة أخرى في مدينة تعز جنوب البلاد، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
ولم يتم التعرف على عدد القتلى الذين سقطوا في المعارك المتواصلة من صباح الخميس، حتى اللحظة.
وقالت مصادر محلية من مدينة تعز، الخميس، إن "قوات الشرعية دحرت قوات صالح والحوثي، وأحكمت سيطرتها على عدد من المواقع والنقاط التابعة لها، حتى وصلت المعارك إلى محيط معسكر الأمن الخاصة محور تمركز الحوثيين وسط مدينة تعز، الذي أصبح محاصرا من قبل قوات اللواء 35 مدرع.
وأضافت المصادر ذاتها أن "اشتباكات أخرى تدور أيضا في محيط القصر الجمهوري بمدينة تعز بين قوات الجيش الموالية للشرعية والمدعوم من قبل المقاومة الشعبية، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين، والتي أدت الى تدمير عربة عسكرية تابع لقوات صالح".
بن عمر يتنحى
وفي الشأن الدبلوماسي، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر في بيان على صفحته الرسمية على "فيسبوك" استقالته في مؤشر على أن مساعيه لانهاء القتال العنيف في البلاد باءت بالفشل.
وساعد بن عمر -وهو دبلوماسي مغربي مخضرم في الوساطة- في خطة للانتقال السياسي في اليمن عام 2011، لكن هذه الخطة انهارت في وقت لاحق، وبلغ الأمر ذروته بحملة ضربات جوية تقودها السعودية ضد الحوثيين الشيعية المتحالفين مع إيران.
وقال البيان: "سيتم تعيين خلف لي في وقت قريب. حتى ذلك الحين، ستواصل الأمم المتحدة بذل كل الجهود لإحياء عملية السلام في اليمن، وإعادة العملية الانتقالية إلى مسارها".
وذكر مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يدرس تعيين الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد في المنصب.
وقال دبلوماسي غربي إن ولد أحمد من بين الأسماء المطروحة، لكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد. وقال عدد من الدبلوماسيين إن بن عمر أبدى رغبة في ترك منصبه منذ شهور.
وقال دبلوماسيون غربيون في الأمم المتحدة -طلبوا عدم نشر أسمائهم- إن بن عمر أثار استياء السعودية وغيرها من دول الخليج، بسبب إدارته لمحادثات السلام التي لم تحقق نجاحا حتى الآن بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من الغرب ودول الخليج العربية.
وأبلغت مصادر سياسية يمنية رويترز أن الحوثيين والرئيس عبد ربه منصور هادي الذي هرب إلى السعودية نفد صبرهما أيضا تجاه المبعوث.
وقال خالد بحاح نائب الرئيس اليمني الجديد، الخميس، إنه سيرحب بخليفة بن عمر، لكنه أضاف أن المبعوث ليس مسؤولا عن انهيار المرحلة الانتقالية في اليمن.
وقال بحاح للصحفيين في مؤتمر صحفي بالرياض: "إذا ما كان هناك شيء حدث خلال الحوار أو أي فشل، فلا يجب أن نلوم بن عمر على ذلك. الأحزاب السياسية هي التي لم تساعد بن عمر".