أبرمت
العراق وإيران، الاثنين، اتفاقا للربط بين البلدين عبر خطوط
السكك الحديدية، بهدف تسهيل نقل البضائع والأشخاص.
وقال وزير النقل العراقي، باقر الزبيدي، إن الاتفاق الذي جرى إبرامه مع الجانب
الإيراني، بهدف ربط سكك حديد البلدين، يتضمن إنشاء خط حديدي يصل بين البصرة (جنوب العراق)، والشلامجة (منفذ حدودي بين العراق وإيران)، بمسافة تصل إلى 32.5 كيلومترا، يتحمل تكلفتها الجانب العراقي، باستثناء الجسر الثابت الذى من المقرر أن يمر فوق شط العرب ضمن تلك المسافة، الذي سيتكفل الجانب الإيراني بتحمل تكلفة تشييده.
ويبلغ طول شط العرب، الذي يتكون من التقاء النهرين دجلة والفرات شمال مدينة البصرة جنوب العراق، حوالي 190 كيلومترا، ويشكل حدا طبيعيا بين العراق وإيران، حيث تتبع الضفة الشرقية لإيران، بينما تتبع الضفة الغربية للعراق.
وأضاف الوزير العراقي خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش إبرام الاتفاق في محافظة البصرة (جنوبا)، أن وزارة النقل العراقية أكملت الاستعدادات المتعلقة بمشروع الربط السككي، التي من بينها عمليات إزالة الألغام، وتجهيز الصخور، والقضبان الحديدية، مشيرا إلى أنه سيتم قريبا تنفيذ خطوط السكك الحديدية الرابطة بين البلدين، التي تستهدف ربط العراق بالصين عبر إيران.
ولم يوضح الوزير العراقي، الدول التي سيمر عبرها خط السكك الحديدية الذى سيصل بين إيران والصين، ولا موعد بدء العمل في إنشاء الخط الرابط بين البلدين.
وأشار الزبيدي إلى أن أهمية مشروع الربط السككي لا تكمن فقط في تسهيل نقل المسافرين والبضائع بين البلدين، وإنما لأنه يستهدف ربط العراق بالعديد من الدول، ليعدّ امتدادا لطريق الحرير القديم.
وكان
طريق الحرير الشهير تاريخيا يربط على مدى أزمنة طويلة شرق آسيا بغربها، ويمر بالعديد من الدول الآسيوية منها العراق وإيران والصين.
وقال وزير النقل الإيراني، عباس أخوندي، خلال المؤتمر الصحفي، إن تكلفة بناء الجسر الذي يمر فوق شط العرب تبلغ نحو 45 مليون دولار، ومن المقرر أن يستغرق إنجازه 20 شهرا.
ويسعى العراق إلى إنشاء مشاريع للربط عبر السكك الحديدية مع عدد الدول العربية، سعيا لإيجاد منافذ اقتصادية جديدة، بما يعزز من النمو التجاري، خاصة مع تمتعه بموقع استراتيجي يمكنه من أن يكون حلقة الوصل بين أوروبا وآسيا.
ووقع العراق والأردن عام 2012 مذكرة تفاهم تضمنت إنشاء خط السكك الحديدية بين العقبة وبغداد، لكن بغداد لم تستطع تأمين التمويل اللازم لبدء تنفيذ المشروع، بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران 12.5 مليار دولار، وفقا لغرفة التجارة المشتركة بين البلدين، بينما انخفض إلى 3.137 مليار دولار خلال عام 2014، وفقا لتصريحات وكيل وزارة التجارة العراقية، وليد الموسوي، بسبب إغلاق الحدود الشمالية والغربية.