اختتم في مركز الحسين الثقافي بالعاصمة عمّان، السبت، العرض المسرحي الأردني
السوري المشترك "مولانا" الذي يتناول سيرة شاب سوري
صوفي.
ويتناول العرض تحول شاب للطريقة الصوفية بعد صراعات نفسية ودينية شهدها حي الشيخ محي الدين بن عربي في منطقة الصالحية بدمشق.
وعلى مدار ثلاثة أيام، توافد مئات الأردنيين والسوريين لحضور العرض المسرحي الذي ألفه السوري فارس الذهبي وأخرجه الأردني نبيل الخطيب، وبطله السوري حسني سلامة الذي أدى دور الشاب الصوفي عابد، فيما قام بتأليف موسيقى المسرحية الأردني ماهر أباضة.
واعتمد العرض على طريقة "المونودراما"، وهي فن مسرحي يقوم على ممثل واحد يسرد الحدث عن طريق الحوار الذاتي.
وبحسب مؤلف العمل فارس الذهبي فإن الشاب "عابد" يخوض صراعا حقيقيا بين البيئة المتشددة وبين السماء التي يحلم أن يدور فيها بعيدا عن عائلته وهمومه وأحلامه وآلامه، وهو يبحث عن الله من خلال رقص المولوية (رقصة صوفية شهيرة)، التي يرفض والده السماح له بتعلمها، ليبدأ من هنا الصراع.. فخيال الشيخ محي الدين يرمي بظلاله على الشاب الصغير الذي تجذبه صوفية المعلم الأكبر، وتعجبه طريقة الشيخ في قراءة الحياة من منظار الحب والرقص الصوفي والإنشاد الديني.
وأضاف الذهبي للأناضول أن "النص المسرحي يتناول بالأساس المسكوت عنه في الثقافة السورية من التراث الذي تركته الدولتان الفاطمية والعثمانية، والذي تم تغييبه على مدى نصف قرن باسم العلمانية، وهذه الموجودات التراثية أرخت بظلالها على سكان المنطقة الذين صاروا يؤمنون بالله ورسوله على الطريقة الشعبية المقربة من الناس، ليتمزق البطل ما بين تربيته الأسرية المتشددة دينيا وبين الجمال الصوفي الثقافي الفني، الذي يراه يوميا في جامع الشيخ محي الدين".
وبحسب الذهبي فإن "النص يكشف جانبا من جوانب مدينة دمشق التي تتسم بالإسلام المعتدل الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى".
وعرضت المسرحية لأول مرة في العاصمة العراقية بغداد العام 2009، ثم في العاصمة البريطانية لندن 2013، ويعد فريق العمل خطة لعرضها في لبنان ومصر وتركيا، وهي تدرس منذ العام الجاري في مناهج المسرح العربي في جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، بحسب الذهبي.