منحت الجامعة الإسلامية الدولية بالهند "Aligrh Muslim University" الشيخ راشد الغنوشي شهادة فخرية، وأشاد رئيسها ضمير الدين شاه، بحكمة الشيخ، وقال عن رئيس "حركة حزب النهضة" التونسية بأنه أخذ من "سنة المهاتما غاندي".
وقال ضمير الدين شاه، إنه "بصفة عامة يكون من الصعب أن يتم إسناد النجاح إلى طرف بعينه، ولكن في الحالة التونسية يمكن أن نقول إن الغنوشي أخذ من سنة المهاتما غاندي وسيرته وكان وراء قيادة بلده إلى ما فيه اليوم من حرية ونجاح ديمقراطي ووحدة وطنية".
وأضاف رئيس أكبر الجامعات الهندية، أن "الربيع العربي كان أملا كبيرا، ولكنه في المرحلة الأخيرة تعرض لأزمات باستثناء الحالة التونسية التي تسير بخطى حثيثة نحو النجاح وتحقيق المزيد من المكاسب في الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية".
وتساءل رئيس الجامعة الإسلامية الدولية: "لماذا كل هذه الدماء؟"، مسجلا أن "هذا شيء مؤسف ونأمل أن تصل الشعوب العربية إلى تجاوز محنتها الحالية على غرار ما قامت به تونس، التي أصبحت نموذجا في المنطقة بأكملها، وتجلب إليها أنظار المتابعين والمحللين والباحثين".
واحتفت الجامعة الإسلامية الدولية "علي كره" بالشيخ راشد الغنوشي ومنحته هيئة التدريس بها العضوية الفخرية بالجامعة.
ونظمت الجامعة حفلا، أشادت خلاله كلمات المتدخلين بأفكار الشيخ راشد واجتهاداته، في مجال ملاءمة قيم الإسلام مع روح العصر وتطويره العديد من المقاربات التي تدافع عن التعايش، وتغليب مصلحة الأوطان، والانتصار إلى الوسطية والاعتدال، وعدم تعارض الإسلام مع الحرية والديمقراطية".
وجاء منح الغنوشي العضوية الفخرية، كتقليد درجت عليه الجامعة الإسلامية علي كره بالهند، وقد سبق تنظيم مثل ذلك الاحتفال لقيادات فكرية وسياسية عالمية معروفة مثل غاندي وجمال عبد الناصر وجواهر لال نهرو.
وألقى الشيخ راشد الغنوشي محاضرة في الجامعة الإسلامية الدولية "علي كره" بالهند، عن الشباب التكفيري والمتشدد، وقال: "إنهم متأثرون بتنظيمات خارجية على غرار "القاعدة" و"داعش"".
وتابع الغنوشي، إن "هؤلاء لم يتخرجوا في المدارس الإسلامية على غرار "الأزهر" و"الزيتونة" و"علي كره" وغيرها، ولكنهم خريجو مدارس أخرى لم تحسن احتضانهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة في فهم معاني الإسلام بوسطية واعتدال وتفتح".
وأضاف الغنوشي، متحدثا عن المتشددين، "هؤلاء سيفشلون وسينهزمون لأنهم على خطأ ويدافعون عن القتل والجريمة، ونحن على قناعة بأن الإرهاب سينتهي".
وأشار الشيخ راشد إلى أن "الجهل بالإسلام وضعف التنمية والفقر هي أهم أسباب انتشار الإرهاب التكفيري، لذلك لا بد من الحرص على تعليم الشباب تعاليم الإسلام الوسطية والمعتدلة، وقيمه السمحة في التعايش والقبول بالآخر المخالف".
وسجل الغنوشي أن "العرب مؤهلون للديمقراطية، معتبرا أن تونس تنجح في ذلك، ومن غير المنطقي أن لا تنجح في بقية الدول العربية"، وتابع: "الشعوب العربية الآن تكتشف قوتها وقدرتها على تغيير الأوضاع، وسيحدث هذا بإذن الله تعالى".
وختم شيخ حركة النهضة كلمته بالقول، إن "أنظمة الاستبداد أنظمة ضد الطبيعة البشرية لأنها تقمع الحريات والفكر والمعتقدات وتحاصر طاقات الناس، ولهذا فهي ستسقط لا محالة".