تزايدت حدة الانتقادات في
مصر لإسلام
بحيري المذيع بقناة "القاهرة والناس" بسبب هجومه على ثوابت الدين الإسلامي وتطاوله على رموز من الصحابة والأئمة الأربعة.
وتقدم
الأزهر الشريف بشكوى قانونية ضد بحيري وطالب بإيقاف برنامجه بسبب تشكيك الناس فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، بينما تقدمت عدة جهات وأفراد ببلاغات للنائب العام للمطالبة بمحاكمته.
وقال الأزهر إن السماح باستمرار بث برنامج بحيري يمثل تحريضا على إثارة الفتنة ويعرض فكر شباب الأمة للتضليل والانحراف.
بلاغات للنائب العام
وفي سياق ذي صلة، تقدم محاميان مصريان ببلاغ للنائب العام ضد إسلام بحيرى يتهمانه بازدراء الإسلام والتشكيك في العقيدة الإسلامية، وطالبا كذلك بوقف برنامجه وغلق القناة.
وذكر البلاغ أن بحيري اعتاد سب الصحابة والأئمة الأربعة والتشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والتطاول على الذات الإلهية، معتبرين أن ما يتناوله المذيع في برنامجه يتجاوز التعبير عن الرأي ويعد جريمة إزدراء للأديان تستوجب
سجنه حسب قانون العقوبات.
وتخرج بحيري في كلية الحقوق عام 1996، ثم عمل باحثا في وزارة الأوقاف الكويتية، وبدأ من العام 2003 في كتابة المقالات منتقدا كتب التراث الإسلامية، ويزعم أنها مليئة بالأفكار الباطلة التي تدعو إلى التطرف.
حصل على ماجستير في "طرائق التعامل مع التراث الإسلامي" من جامعة "ويلز" بإنجلترا عام 2007، ثم تولى رئاسة مركز الدراسات الإسلامية التابع لصحيفة "اليوم السابع" المصرية في العام ذاته".
الدعوة السلفية تدعم الأزهر
ودخلت الدعوة السلفية على الخط، حيث أشادت بقرار الأزهر ومطالبته بإيقاف برنامج إسلام بحيري، مؤكدة وقوفها خلف الأزهر ودعمها لهذا القرار.
وقالت الدعوة السلفية في بيان لها الخميس تلقت "عربي21" نسخة منه إن الأزهر هو المرجعية الإسلامية الوحيدة في مصر، وبالتالي فهو المكلف بالدفاع عن هوية الأمة، محذرة من أن إسلام بحيري يضلل شباب الأمة ويطعن في ثوابت الدين.
كما وجه ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي ولشيخ الأزهر وللنائب العام دعاهم فيها للغضب لدين الله ووقف الإساءات المتكررة للصحابة ولثوابت الدين ونصوص القرآن في كثير من البرامج التليفزيونية، وعلى رأسها برنامج إسلام بحيري.
وكتب برهامي في مقال نشره على موقع "أنا السلفي" الأسبوع الماضي "غضبة لله يا سيادة الرئيس وغضبة لله يا شيوخ الأزهر وغضبة لله أيها النائب العام لحماية للدولة والمجتمع، لابد من التصدي إلى هؤلاء الإعلاميين ومنعهم من الظهور قبل فوات الآوان".
قرار بوقف البرنامج
وقالت تقارير صحفية إن الهيئة العامة للاستثمار المسؤولة عن منح التصاريح للقنوات الفضائية ومراقبة عملها أصدرت قرارا بوقف بث برنامج "مع إسلام" الذي يقدمه إسلام بحيري على قناة "القاهرة والناس"، ومنحت القناة مهلة أسبوعين لتنفيذ القرار وإلا سيتم وقف بث القناة بالكامل.
وذكرت الهيئة أن قرارها هذا تم اتخاذه استجابة للشكوى التي تقدم بها الأزهر وبعد تأكدها من أن البرنامج مثير للفتنة بين شرائح المجتمع.
وكان الأزهر الشريف قد أصدر بيانا الأربعاء قال فيه إنه تلقى شكاوى عديدة من مواطنين غاضبين مما يحمله البرنامج من تشويه الدين ومساس بثوابت الأمة، مشيرا إلى أن علماءه سبق وأن فندوا كل الادعاءات الباطلة التي يثيرها البرنامج حول الدين والتراث الإسلامي والسنة النبوية.
وأضاف الأزهر أنه لم يجد اهتماما كافيا من وسائل الإعلام في نشر ردوده الشرعية التى تدحض هذه الادعاءات بالحجة والبرهان، مما اضطره لاتخاذ الإجراءات القانونية لمنع هذه المهاترات وحماية شباب الأمة من التضليل والخداع.
"الأزهر يهدر دمي"
وخلال اليومين الماضيين أجرى إسلام بحيري العديد من المداخلات الهاتفية مع القنوات التلفزيونية شهد أغلبها مشادات حادة، وتبادلا للاتهامات مع شيوخ من الأزهر.
وكان بحيري قد تغيب مساء الخميس عن الحضور إلى برنامج 90 دقيقة على قناة المحور لمناظرة أحد أساتذة الأزهر، بعد أن أعلن يوم الأربعاء موافقته على الحضور.
ويقول بحيري إن الأزهر يريد أن يرجع مصر إلى العصور الوسطى باحتكاره الكلام في الدين، مشيرا إلى تقدم الأزهر ببلاغ ضده والمطالبة بوقف برنامجه يمثل عودة إلى عصور محاكم التفتيش.
واتهم الأزهر بأنه يبيح دمه بإصدار بيانه الأخير، مؤكدا أنه سيتقدم ببلاغ ضد الأزهر يتهمه فيها بتكفيره وإهدار دمه.
وقال إنه ليس من حق الأزهر أو أي جهة الحكم على أعماله، متهما الأزهر بالوقوف في صف السلفيين وأصحاب الفكر المتطرف، وتساءل: "ما الفرق بين موقف الأزهر وبين تنظيم داعش؟".